يعود الكاتب الصحافي والمهتم بالتاريخ، المصطفى اجماهري، إلى مراحل السبعينات والثمانينات، التي كانت مطبوعة بتوترات سياسية واجتماعية، أثرت على كل مناحي الحياة المجتمعية، وجعلت العمل الصحافي في واجهة الأحداث، سواء كان يروج للخطاب الرسمي، أو كان يصدح بصوت المعارضة.
في هذا الحوار، يستحضر اجماهري، الذي اشتغل بالإذاعة في بداية السبعينات، كيف كانت جرائد المعارضة رقابة ذاتية، قبل أن تطالها رقابة الدولة، كما يستحضر مقلبا كان ضحية له نصبه له أهل الدار.
ضمن دفعة لعفورة والمعلمي…
«بعد حصولي على الباكلوريا في سنة 1972، من ثانوية الإمام مالك بحي بلفدير بالدار البيضاء، تسجلت بالقسم الفرنسي لشعبة العلوم السياسية بملحقة كلية الحقوق في ساحة ميرابو. وقتها لم تكن مدينة الدار البيضاء لا تتوفر لا على جامعة ولا على كلية. كان معي في دفعتي، خلال تلك السنة، جواد مديدش الذي أصبح صحافيا في أسبوعية “لا في إيكونوميك”، والكاتب الطاهر محفوظي مؤلف “أفول الليل”، وعبد العزيز غويبي كبير المراسلين بأسبوعية “ليكونوميست”، وقاسم كنون رئيس التحرير السابق ليومية “الصحراء المغربية”، والعامل السابق عبد العزيز لعفورة، والسفير السابق عبد الوهاب المعلمي».
سبعينات الحماس الشبابي
«كانت فترة السبعينيات من القرن الماضي مرحلة حساسة ومتوترة في تاريخ المغرب المعاصر. وبقدر ما كان الاختناق السياسي كبيرا، كان الحماس الشبابي، في المقابل، منقطع النظير. فهي الفترة، التي سماها المفكر كمال عبد اللطيف، بـ”الزمن الجميل” وفق ما جاء في كلمته بمناسبة اليوم الاحتفالي بالمفكر وأستاذ الفلسفة الكبير سالم يفوت في دجنبر 2011. زمن شهد هيمنة الفكر اليساري على الشباب كما شهد بداية الانخراط في الحداثة، قبل أن تتم محاصرتها من كل الجوانب. والحق يقال، فقد كان لرجال التعليم، مغاربة وأجانب، في ثانويات المدن الكبرى، دور كبير في استنبات أولى بذور هذه الحداثة. كانت المؤسسات التعليمية والجامعية ودور الشباب والمكتبات العمومية والجمعيات الثقافية والقاعات السينمائية والمسارح والمعارض والمجلات الدورية مشاتل لهذه الثقافة الجديدة. وكان هنالك إيمان قوي بجدوى المعرفة وبدورها الحاسم في إحداث التغيير الاجتماعي المأمول».
يونس المسعودي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»