باستثناء أعمال القرصنة، غالبا ما كان يقال إن المغرب أدار، دائما، ظهره للبحر. وكان عليه، أحيانا، أن يواجه منافسين أقوياء في حوض البحر الأبيض المتوسط. غير أن المغرب، في الواقع، تميز بقوة بحرية في العصر الوسيط. فقد أدرك المرابطون، مبكرا، الأهمية الاستراتيجية في امتلاك جيش بحري جدير بحمل هذا الاسم. وعلى عهد يوسف ابن تاشفين، دخل الأسطول المغربي في مواجهات مع جيش قشتالة على عهد الملك ألفونس السابع. وعلى عهد الموحدين، بدأت البحرية المغربية تكتب صفحاتها المجيدة الأولى. وذكر ابن جبير، المؤرخ الذي عاصر الدولة الموحدية، أن علي بن مومن قائد الأسطول المرابطي كان من كبار القياد الأوائل الملتحقين بالدولة الجديدة التي أسسها المهدي بن تومرت. وأفاد ابن جبير أن تلك الفترة عرفت بناء سفن حربية لم يسبق لها مثيل، مشيرا إلى أن العدد وصل إلى 400 سفينة، كان 120 منها راسية بميناء المعمورة على واد سبو، و100 موزعة على موانئ طنجة وسبتة وطنجة وباديس وباقي موانئ الريف، و100 في تونس، و80 في الأندلس.
أي نتيجة
View All Result