وصلت مشاركات أسود الأطلس في المونديال 4 مرات، غير أن المغامرة الأولى في مباراة السد ضد الإسبان عام 1691، و”قصة” التأهل إلى مكسيكو 1970 كانتا من الطرافة بما كان.
لم تكن الأقدار رحيمة بالمنتخب المغربي لكرة القدم حين وضعته، في نونبر من عام 1961، وجها لوجه أمام نظيره الإسباني بنجمه الكبير، آنذاك، دي ستيفانو في مباراة سد بعدما نجح المنتخب في فرض نفسه أولا على المستوى الإفريقي.
لعب المغاربة، الذين كان يدربهم العربي بنمبارك المعروف بلقب «الجوهرة السوداء»، مباراتهم الأولى ضمن الإقصائيات الممهدة ضد المنتخب التونسي بمدينة الدارالبيضاء يوم 30 أكتوبر 1960، وانتهت المباراة بفوز الأسود على نسور قرطاج بهدفين، تناوب على تسجيلهما كل من الخلفي والزهر، مقابل هدف واحد سجله المهاجم التونسي شريف. مباراة الإياب، التي جرت في تونس يوم 13 نونبر 1960، عرفت حصة الأهداف نفسها، لكن لصالح التونسيين الذين كانوا على وشك التأهل قبل أن يتمكن المهاجم الفذ حسن أقصبي من تسجيل هدف، في الدقائق الأخيرة من اللقاء، أعاد الأمور إلى نقطة البداية، وليضطر المنتخبان إلى إجراء مباراة فاصلة على ملعب محايد، اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يكون في مدينة باليرمو الإيطالية وحدد يوم 22 يناير 1961 كموعد لإجراء مباراة الحسم.
في الجانب المغربي، تخلى المسؤولون عن العربي بنمبارك كمدرب للأسود، بإيعاز من الأمير مولاي الحسن ولي العهد آنذاك، وأسندت المهمة لمحمد ماصون اللاعب والمدرب السابق للوداد البيضاوي الذي قاده إلى أول لقب للبطولة في عهد الاستقلال، بعدما عانق معه الألقاب كلاعب وكمدرب أثناء فترة الحماية.
ستنتهي المباراة بين أسود الأطلس ونسور قرطاج بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. ولأن الاتحاد الدولي لم يكن يعتمد حينها إجراء أشواط إضافية جرت قرعة لحسم اسم الفريق المتأهل. ولحسن الحظ، كتب للمغرب أن يستمر في الإقصائيات على مستوى القارة السمراء.
مروان جزولي
تتمة المقال تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»