هل كان، حقا، فكر المهدي المنجرة مزعجا لجهات عملت كل ما في وسعها لتبخيسه؟ “زمان” تقترح عليكم قراءة أخرى في فكر الرجل وسيرته.
من المخجل أن نسمع من يردد بلا حياء بأن “فكر المنجرة مزعج”، بمعنى أنه معرقل لخطوات الإنجاز التنموي، أو أنه اعتاد على ممارسة المعارضة من أجل أشياء… فهذا الإحساس من المعضلات العويصة بالطبع، والتي لا تمت بأي صلة بشخصية المهدي المنجرة، الذي لا يجد حرجا في البحث عن المقاصد الكبرى، بالتعبير الفقهي الإسلامي، اللازمة لإثبات الوجود الفردي والمجتمعي.
مع ذلك، فيمكن النظر إلى هذا الأمر من زاوية أخرى إذا اعتبرنا أن هذا الإزعاج، لايراد به ما تمت الإشارة إليه سابقا بقدر ما يعني أن تداعيات مصادرها تتشابك لتصرح لنا كما هو ثابت في نهاية المطاف بأن ما يحركها لرفض فكر المنجرة هو مآربها، أي مصالحها التي لا تقبل كل من يعيق سبلها ، بل إنها بشتى الصور لا تجد حرجا في القول بأن دعوات المنجرة لا تسأم من قض مضجعها بشكل لا يتصور، كما تجعل من أريحيته المألوفة سؤالا محيرا، وهنا وجب علينا قبول ذلك، حتى لا نجانب الحقيقة.
“ولد لا ليموت بل ليبتكر”
في أكثر من مناسبة، سمعت هذا الإحساس، وغالبا ما تتزعمه بعض تيارات الأنظمة المهيمنة على قراراتنا المصيرية بشتى صورها ومراتبها. وما زال هذا الإحساس سائدا إلى يومنا هذا عند البعض للأسف الشديد، وهو يتخذ أشكالا حسب مستويات الفهم بحكم بقاء أحوالنا كما هي من حيث ارتباطها بتطلعاتنا “جوهر التغيير”، بل إن أحوالنا، كما لا يخفى، تزداد سوءًا بسبب تفاقم أزماتنا المتعاقبة يوما بعد يوم.
من جهة أخرى، فإن محركات هذا الشعور تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، في الاتجاه المعاكس، مدى واقعية فكر المنجرة بلا حدود، وما إزعاجه لهذه الجهات بالضبط سوى مؤشر من مؤشرات قوة فكره الإصلاحي، المنخرط في قضايا الفرد والمجتمع، فأي فكر يبتغي الإصلاح من الصعب جدا، كما هو ملاحظ، أن يستقبل بالورود لحد علمنا.
عزيز بعزي
تتمة المقال تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»