حظي مولاي اليزيد بمكانة خاصة لدى والده السلطان الذي رشحه لخلافته، غير أن الأمير شق العصا الطاعة مبكرا، بدعم مناصرين من داخل القصر نفسه.
تميز عهد سيد محمد بن عبد الله بالاستقرار الذي افتقده المغرب طوال الثلاثين سنة التي أعقبت وفاة المولى إسماعيل في سنة 1717. إلا أن السنوات الأخيرة من حكم هذا السلطان شهدت اضطرابات وتمردات خطيرة كادت تعصف بالدولة، مع أن العصيان جاء هذه المرة من داخل الأسرة الحاكمة، بل من أقرب الأمراء إلى السلطان، أمير كان السلطان قد رشحه لخلافته بعد موته.
مراهقة صعبة
يقول المؤرخ أكنسوس عن الأمير مولاي اليزيد الذي أحبه والده وفضله على سائر إخوته بتنصيبه وليا للعهد: «كان في صغره تلوح عليه أمارات الخير والنجابة، وكان الناس يلهجون بذكره ويهتفون باسمه لِما كان عليه من الكرم والشجاعة ومحبة الشرفاء أهل البيت… ثم ابتلاه الله بمخالطة أهل الشر والفساد، فانعكست أحواله. وكان السلطان والده المرحوم في تلك الحالة الأولى يفرح به غاية ويقدمه على كبار إخوته في الأمور العظام لما يظهر له من نجدته وشجاعته ورغبته في الجهاد، وولوعه بعلوم الحرب من الرمي والمدافع والمهاريز، وكان يرشحه للخلافة لما أشرقت عليه تلك البارقة قبل انعكاس حاله…».
والواقع أن تعلق اليزيد بالجهاد وتفانيه في اكتساب المهارة الحربية لم يكن من باب الصدفة، فقد ارتبط منذ نعومة أظفاره بالقوى المحافظة في البلاد التي لم تكن راضية عن سياسة والده الذي تصالح مع النصارى وأبطل الجهاد، وفتح الموانئ للتجارة الأوربية التي سمحت بظهور فئة من التجار المغاربة، مسلمين ويهودا، اكتسبوا ثروات هائلة، فأصبحوا يزاحمون أصحاب الثروة والجاه التقليديين من شرفاء وأعيان محليين. وقد وجدت هذه القوى المحافظة في اليزيد الرجل الذي يلبي طموحاتها ويجسد ميولاتها المناهضة لسياسة المهادنة المتبعة من طرف سيدي محمد بن عبد الله.
تتمة الملف تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»
وفاة المولى اسماعيل كانت 1727م. لا 1717م.
وفاة المولى اسماعيل كانت 1727م. لا 1717م. كما اشرتم