يُعْرَف عن السلطان المولى عبد الحفيظ أنه كان هو من وقع على معاهدة الحماية، غير أن ما لا يعرفه الكثيرون أن المولى عبد الحفيظ كان متعلما، متمكنا من أصول الفقه والأدب. فقد عبر عن واقع الاستعمار بمخطوطته، التي اختار لها عنوان “داء العطب قديم”، ونظم شعرا بالعربية الفصيحة، ومن أشهر قصائده “الطامة الكبرى” و”لَسْعُ العقارب والأفاعي في إفشاء خبيث المساعي”، و”في الحماية والحماة”. كما نظم شعر الملحون، ضمنه ما كان يعتمل في نفسه وقلبه وعقله.
يقول في مطلع إحدى قصائده:
بَالنّْببي وَاصْحَابُو وَكْرَامْهَا وُلْفْضَـالْ
غِيثْ هَاذْ الْغَرْبْ وَطْرَدْ كُلّْ ضَالِـي
هَكْذَا حَالْ الْوَقْتْ وُمَا اخْفَاكْ مَقْوَالْ
وَطْبَايَعْ الْخَلْقْ اقْضَـاتْ ابْلَهْوَالِـي.