بعد سنوات طويلة من الاشتغال عليها، أصدر المؤرخ المصطفى بوعزيز أطروحته حول أصول الحركة الوطنية المغربية والحركات الاحتجاجية في علاقتها بالحداثة والتحديث. يعد هذا الكتاب مساهمة قيمة ليس فقط في التاريخ، بل أيضا في علم الاجتماع السياسي. في هذه السطور محاولة لتقديم أهم أفكار المؤرخ وجوهرها.
اعتاد المؤرخ المصطفى بوعزيز الغوص في التاريخ السياسي للمغرب، وتحليل بنية الدولة والتحولات الناتجة عن متغيراته الاجتماعية. وقد رصد وواكب التحولات عن كثب وعن قرب باعتباره باحثا أكاديميا ومتتبعا من داخل الحقل السياسي. وسبق له الاشتغال على الحركة الوطنية والحركات الاجتماعية طويلا وألف فيها وفصّل في تعاليقها. هذه المرة يقدم عصارة نظرياته وطروحات جديدة تغني الحقل الأكاديمي والسياسي، بحسب ما كتب عنها الباحثون.
أطروحة مجددة
الكتاب حمل عنوان “الوطنيون المغاربة في القرن العشرين”، محددا الفترة ما بين 1873 و1999 مسرحا زمنيا لأطروحته الأساسية. وجاء في جزأين: الأول يتناول الارتباط العضوي بين السياسي والاجتماعي، وهو أصل أطروحة الدكتوراه. بينما الجزء الثاني جاء بشكل تحليلي متضمنا بعض الأحداث ذات الراهنية، وأصبغه بعنوان فرعي هو: “الراديكالية والاندماج السلبي في الدولة”.
وضع مقدمة الكتاب الباحث إبراهيم ياسين، وعرض فيها جملة من الأفكار نصوغها لإضفاء وصف شامل للكتاب. يقول الباحث: «نحن إزاء أطروحات متعددة ومتداخلة يجمعها إطار زمني واحد: أطروحة حول عوائق التحديث والدمقرطة، وأخرى حول علاقة الحركة الوطنية بالحركات الاجتماعية، وثالثة ركزت بتوسع كبير على الأفكار والمفاهيم المنهجية التي وجهت خطوات الباحث».
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 76 من مجلتكم «زمان»، فبراير 2020