عاش امحمد التوزاني في قلب تجربة العمل المسلح لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مند أن فرض عليه اللجوء للخارج مطلع ستينات القرن الماضي، من سوريا إلى الجزائر فليبيا. فكان مشاركا وشاهدا على كواليس انتفاضة 3 مارس 1973، ثم تنظيم الاختيار الثوري، قبل العودة إلى المغرب في 17 يونيو 1995 بمناسبة صدور العفو العام. لماذا تحول هذا المدرس الشاب إلى ضابط في الجيش السوري ثم عضو في التنظيم السري للثورة؟ ماذا تحفظ ذاكرته من أسرار وإضاءات حول هذا المسار الذي طبع جانبا من التاريخ الراهن لبلادنا؟ رحلة مع ذاكرة التوزاني، في بعض محطات هذا المسار، بمناسبة صدور مذكراته المرتقبة، في غضون أسابيع.
كيف بدأ مسارك في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟
انتميت إلى فرع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بمدينة تازة سنة 1960، حيث كنت مدرسا هناك، وذلك رفقة زملاء مدرسين أعضاء في الحزب. كنت أطمح للمشاركة في تحقيق الأهداف الوطنية والتقدمية التي يناضل الحزب من أجلها، والمحددة حرفيا في بطاقة الانخراط التي ما زلت أتوفر عليها إلى اليوم،أي استكمال تحرير التراب الوطني، ودعم الثورة الجزائرية، وجلاء القوات الأجنبية، وإقامة نظام ديمقراطي، والإصلاح الزراعي والتصنيع، وتعميم التعليم… هذه هي الأحلام التي جاءت بي إلى الاتحاد وسعيت للمساهمة في تحقيقها. لم يكن من الوارد، في ذهني أن أحمل سلاحا أو مجرد التفكير في ذلك. النظام هو الذي فرض علي هذا الخيار عندما اعتقلت وخضعت للتنكيل والظلم دون محاكمة في ما سمي بمؤامرة 16 يوليوز1963. هذا الحدث الذي شكل قطيعة في مساري، بعدما كان كل اهتمامي منصبا حول الطريق التي يمكن أن تؤدي بنا نحو تحقيق أحلام التحرر والتقدم.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»