بحلول 29 أكتوبر 2013، تكون قد مرت على اختفاء واختطاف المهدي بنبركة 48 سنة.
في هذا الحوار، يعود المحامي عبد الرحيم برادة إلى بداية معرفته الأولى بالمهدي بنبركة في العاصمة الفرنسية باريس، التي تعود إلى عام 1958، ويذكر كيف كان الطلبة المغاربة يتزاحمون في قاعة صغيرة للاستماع والاستفادة من عروض بنبركة. كما يكشف عبدالرحيم برادة أن بنبركة حين كان يحدثهم عن مشاكله مع القصر، كان يقصد الأمير مولاي الحسن ولي العهد حينها، مشددا على أنه لم يسبق له إطلاقا أن سمع بنبركة يتحدث عن أية مشكلة مع محمد الخامس. برادة يعتقد، إلى حد التأكيد، أن أمر اختفاء المهدي بنبركة يتعلق بجريمة اقترفها نظام الحسن الثاني، قائلا “إن لم يكن هو (الحسن الثاني) شخصيا، فنظامه”.
هل كانت لك معرفة سابقة بالمهدي؟
تعرفت على المهدي سنة 1958. كنت طالبا في باريس أدرس الحقوق وكذا علم النفس، وكان المهدي يأتي إلينا من حين لآخر ليطلعنا على مستجدات الوضع السياسي في مغرب ما بعد الاستقلال، وخاصة الخلافات داخل حزب الاستقلال. في هذا الإطار رأيته أول مرة في اجتماع مع الطلبة بمقر في عمارة ما زلت أذكر عنوانها: 20 زنقة “serpente” في الحي اللاتيني بباريس، وكان على ما أعتقد مقرا لاجتماعات الطلبة الوطنيين قبل الاستقلال. كنا حوالي 60 أو 70 طالبا نتزاحم في قاعة صغيرة للاستماع إلى المهدي والاستفادة من عروضه.
ماذا تذكر عن عرض المهدي بنبركة يومها؟
جاء المهدي ليخبرنا عن الغليان داخل حزب الاستقلال ما بين الجناح اليساري الذي كان ينتمي إليه والجناح اليميني الذي كان ينتمي إليه قادة الحزب الآخرون مثل أحمد بلافريج وعلال الفاسي وغيرهما. كما كان يحدثنا عن المشاكل مع القصر، وأريد هنا أن أؤكد أن المهدي عندما كان يتكلم عن القصر كان يقصد الحسن ولي العهد حينها، ولا أذكر إطلاقا أنه سبق أن تحدث عن أية مشكلة مع محمد الخامس.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 1 من مجلتكم «زمان»