لم تعرف منطقة تامسنا، حتى الآن، جردا أثريا يسمح بمعرفة الحقيقة الكاملة للبرغواطيين الذين ما يزالون علامة غامضة في تاريخ المغرب.
تعتبر فتوحات المسلمين حدثا فاصلا في تاريخ المغرب. فمع وصول أول الفاتحين، انضم المغرب الأقصى إلى ربوع الدولة الإسلامية خاضعا للسلطة السياسية في المشرق. لكن سرعان ما تغير المشهد السياسي لهذه المنطقة مسفرا عن ظهور العديد من الإمارات المستقلة في عدة مناطق مثل إمارة بنو صالح بنكور، وإمارة بنو مدرار بسجلماسة، وإمارة بنو إدريس بوليلي ثم بفاس… ولعل من أبرز هذه الإمارات إمارة برغواطة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها المستقل لحيز زمني طويل، صامدة أمام الحملات العسكرية الشرسة التي شنت ضدها.
كانت لهم مدينة عظيمة
لا يكمن تميز هذه الإمارة فقط في طول مدة حكمها بل في الحيز الجغرافي الذي شغلته وفي العقيدة الدينية التي تبنتها، إضافة إلى ما تداولته مصادر العصر الوسيط بخصوصها، الشيء الذي جعل من مسارها مرحلة غامضة في تاريخ المغرب. الغموض الذي يحيط بتاريخ الإمارة دفع العديد من الباحثين لمحاولة إنارة هذا الجانب وتوضيح بعض معالمه…
خديجة الخديري
تتمة الملف تجدونها في العدد 77 من مجلتكم «زمان»، مارس 2020