يحفل تاريخ المغرب بوقائع وأحداث دفعت المغاربة لبيع أطفالهم من أجل سد رمقهم، أو من أجل دفع ديونهم. كما يسجل عمليات خطف للصبية والفتيات، تم استرقاقهم أو استغلالهم في خدمة البيوت أو من أجل المتعة والملذات. هنا، جوانب من تاريخ حالك لأجدادنا.
اختلفت ظروف بيع الأطفال عبر تاريخ المغرب بحسب المناطق الجغرافية وظروف عيشها، وما ألمّ بها من حروب داخلية وخارجية ومجاعات وأوبئة وغيرها من الجوائح، مما دفع أهلها لبيع ذويهم وفلذات أكبادهم. وقد تم ذلك، أحيانا، في الأسواق أمام عامة الناس والفقهاء. كما أسهم انتشار الحِرابة (قطاع الطرق) التي امتهنتها بعض الجماعات، باعتبارها تجارة مربحة، إلى حرمان بعض المغاربة من أبنائهم.
من أجل كسرة خبز
في كتابه “جغرافية الجوع”، يقول جوزوي دي كاسترو إن «الجوع قوة اجتماعية بوسعها أن تسلك بالجماعات البشرية مسالك غريبة… فليس هناك كارثة أخرى تحطم شخصية الإنسان وتدمرها كما يفعل الجوع، فإن طال الفرد فلا يتورع عن القيام بأي عمل شاذ، فيتغير سلوكه من أساسه». وإذا ما عرجنا على أحلك الأوقات التي عاشها المغاربة، نجد أن هذا الوضع ينطبق عليهم، وأنهم تصرفوا أيضا «سلوكا شاذا». فتاريخ الجوع في المغرب، بحسب كتاب أمين البزاز عن المجاعات، نتج عنه حالات فرار وهجرة نحو المجهول، بل وبيع للأولاد والنساء.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 85 من مجلتكم «زمان»