يعتبر جوسيبي كاريبالدي واحدا من آباء الأمة الإيطالية، الذين عملوا على الدفاع عن وحدتها. وفي مرحلة ما، أجبرته الظروف على اللجوء إلى طنجة، بعدما لم يقبل به أي بلد.
قبل بضعة أشهر، نشرت صحف إيطالية خبرا يفيد أن وزارة الشؤون الخارجية قررت بيع مركب عقاري، في مدنية طنجة، تعود ملكيته إلى الدولة الإيطالية. يتعلق الأمر بعقار يحمل رقم 35 ويوجد في زقاق أسد الفرات بحي مرشان. ويتكون العقار، حسب طلب العروض الذي نشرته السفارة الإيطالية بالرباط أخيرا، «من عمارتين رئيسيتين بنيتا، في منتصف القرن التاسع عشر، على حوالي 5616 متر مربع، فضلا عن مساحة خضراء تحيط بهما». لم تخف الصحف في روما وميلانو انتقادها لعملية البيع، وكأن لسان حالها يردد ما صرح به أحد إيطاليي طنجة حين قال: «هذا البيع سيؤدي إلى محو جزء من تاريخ إيطاليا بالمغرب».
ذلك أن زقاق أسد الفرات كان يحمل، أولا، اسم كاريبالدي، وكان المركب العقاري يضم المقر القديم للقنصلية الإيطالية والمدرسة الإيطالية فضلا عن مستشفى كان يحظى بإشراف الراهبات الفرانسيسكان. وداخله كان قد عاش جوسيبي كاريبالدي، الذي يعتبر أحد زعماء وحدة إيطاليا وأحد كبار المؤثرين في عصر النهضة، إلى جانب كل من كامييو كافور والملك فيكتور إيمنييل الثاني والجمهوري جوسيبي ماتزيني. عاش جوسيبي كاريبالدي، في طنجة، ما بين عامي 1849 و1850، ومن هنا يمكن فهم الضجة التي أثارتها عملية بيع تلك الجوهرة الهندسية والتاريخية في الأوساط الإيطالية.
عدنان السبتي
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»