أجمع مؤرخون من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمغرب على أن مؤتمر الدارالبيضاء الذي جمع الحلفاء قبل 75 سنة، كان محطة أساسية في تحول مجرى الحرب العالمية الثانية. وذلك بمناسبة الندوة التي نظمتها السفارتان البريطانية والأمريكية بالرباط في المكتبة الوطنية يوم السبت الماضي. وأوضح ألان باكوود، مدير أرشيف تشرشل البريطاني، أن هذا المؤتمر كان المرة الأولى التي يعلن فيها عن مبدأ الاستسلام غير المشروط لدول المحور، ما يعني إلغاء أية إمكانية للتفاوض مع ألمانيا النازية وحلفائها. وأضاف قائلا إن هذا القرار كان بمثابة رسالة دعم قوية للاتحاد السوفياتي، الذي لم يتمكن زعيمه آنئذ جوزيف ستالين من حضور المؤتمر، إذ كان يفضل التركيز على القتال في الجبهة الشرقية ضد الألمان. ومن جهتها، أشارت ميريديث هيندلي المؤرخة الأمريكية، المتخصصة في الحرب العالمية الثانية، إلى أهمية المؤتمر في إتاحة الوقت من أجل التخطيط لمواصلة الحرب. فقد كانت هناك العديد من الاجتماعات، على مدى عشرة أيام، من أجل الخروج باستراتيجية عسكرية موحدة، وحل الكثير من المشاكل اللوجيستية التي كانت تواجه الحلفاء. كما ذكرت المتحدثة باختيار الدارالبيضاء نظرا لكونها أهم ميناء في الأطلسي، بينما كان مقترحا عقد المؤتمر في إيسلندا. وأشار حسن أوريد، الكاتب والمستشار العلمي لمجلة “زمان”، إلى تأثير مؤتمر أنفا، كما يعرف في المغرب، على مسار الأحداث الوطنية. فقد كان تأكيد روزفلت، في عشاء دعا إليه الملك محمد الخامس دون المقيم العام الفرنسي، عن الدفاع على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، عاملا مشجعا على المطالبة بالاستقلال في السنة الموالية. كما اعتبر أن هذا الاجتماع كان النواة الأصلية لمؤتمري يالطا وبوتسدام، المنعقدين سنة 1945، حيث رسمت صورة العالم بعد الحرب.
أي نتيجة
View All Result