نُقِش يوم 18 يونيو، بشكل راسخ، في ذاكرة شارل ديغول الرئيس الفرنسي الأسبق، كما سكن اليوم ذاته المخيال الجماعي للفرنسيين. إذ فيه من عام 1940، ألقى الجنرال ديغول، من العاصمة البريطانية لندن، خطابه التاريخي الذي يدعو فيه مواطنيه إلى مواصلة الحرب وعدم إطفاء شعلة المقاومة ضد الاحتلال الألماني.
كما عمد ديغول، في ربيع 1945 بعد إعلان النصر، اختيار يوم 18 يونيو لتنظيم احتفال بهزم النازية، حرص أن يحضره محمد بنيوسف شخصيا.
كان الجنرال يريد أن يكرم السلطان بمنحه لقب “رفيق التحرير” اعترافا بمشاركة الجنود المغاربة في “المجهود الحربي” ضد دول المحور في الحرب العالمية الثانية، وأيضا امتنانا لمعارضته لتوجهات ومخططات الإقامة العامة في المغرب، التي أصبحت تابعة لحكومة فيشي.
في سياق ذلك، اختار محمد بنيوسف لحظة توشيحه باللقب، إلى جانب وينستون تشرشل الوزير الأول البريطاني، لطرح المطالب المغربية، التي استقبلها ديغول بإيجاب، معتبرا أن شخص السلطان حليف فرنسا، ويجب أن يُعَوَّل عليه في المفاوضات المقبلة الخاصة باستقلال المغرب. غير أن الأيام مرت، ومعها مرت الكثير من المياه تحت الجسر، وسرعان ما توارى الجنرال إلى الظل بوصول رئيس جديد. هكذا، اضطر المغاربة والسلطان، ابتداء من خمسينات القرن، إلى التعامل مع سلطات الإقامة العامة وفق سياقات أخرى، انتهت باستقلال المملكة.
أي نتيجة
View All Result