حمل يوم 28شتنبر 1957شهادة ميلاد الحركة الشعبية. استطاع الحزب أن يهزم الحظر، ويجد لنفسه مكانا في الخريطة السياسية للمملكة. يعتبر نفسه امتداد للحركة الوطنية، ويعتبره خصومه من بقايا الحقبة الاستعمارية، وصنيعة للإدارة في أحسن الأحوال.
بـ31 نائبا في البرلمان، و5 وزراء في الحكومة، تصنف «الحركة الشعبية» اليوم ضمن الأحزاب الكبيرة في المغرب. من الاشتراكية الإسلامية إلى عضو في الليبرالية الدولية، يمتد تاريخ هذا الحزب لأكثر من 57 سنة. لم يعرف خلالها سوى أمينين عامين، المحجوبي أحرضان مؤسسه، وامحند العنصر أمينه العام الحالي الذي يقوده منذ 28 عاما.
وجدت البوادي المغربية نفسها على الهامش في الفترة التي تلت الاستقلال مباشرة. ولم يحتل أبناؤها مناصب كبيرة في هرم الدولة، ربما باستثناء الحسن اليوسي وزير الداخلية في الحكومة الأولى الذي كان ينظر إليه على أنه ممثل مصالح الأمازيغ والبادية في حكومة مبارك لهبيل البكاي (كان في الواقع أمازيغيا لكنه لم يكن يمثل هذه النزعة في الحكومة)، ذات الأغلبية الاستقلالية.
أمام هذا الوضع المتسم بهيمنة العناصر الحضرية المتكتلة في حزب الاستقلال، ارتفعت أصوات أعيان البوادي وقواد القبائل صادحة بالشكوى من «الاستعمار الفاسي»، بل كان من الطريف أن دعمت البادية حزب الشورى والاستقلال رغم أنه لا يقل “فاسية” عن غريمه، فاستطاع أن يجد له موطئ قدم في البوادي والمناطق الأمازيغية بين سنتي 1956 و1957.
خالد الغالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 9 من مجلتكم «زمان»
حمل يوم 28 شتنبر 1957 شهادة ميلاد الحركة الشعبية