يستحضر محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في هذا الحوار مشاورات اللحظات الأخيرة لتشكيل حكومة التناوب والتي أعلن عنها يوم 14 مارس 1998 التي قادها رفيقه في الحزب عبد الرحمن اليوسفي.
اليازغي، الذي حمل حقيبة وزارة إعداد التراب الوطني والبيئة والتعمير والسكنى في الحكومة ذاتها، يقول إنه لن تكن هناك مفاوضات بين الملك الراحل الحسن الثاني واليوسفي، «إذ أن كل ما في الأمر أن الحسن الثاني استدعى اليوسفي إثر انتخابات سنة 1997 وكلفه بتشكيل الحكومة كوزير أول معين». كما يكشف اليازغي أن اليوسفي طلب من الملك تغيير وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالكبير العلوي المدغري بأحمد الخمليشي، لكن الحسن الثاني رفض.
كنتم أحد المقربين من عبد الرحمن اليوسفي أثناء تشكيل حكومة التناوب، كيف سارت المفاوضات بينه وبين الملك الراحل الحسن الثاني؟
في الحقيقة، وحسب ما أتذكر، فإنه على العكس من المفاوضات السابقة التي كانت سنتي 1993 و1995 بين الملك المرحوم الحسن الثاني وقيادات تحالف الكتلة الديمقراطية، لم تكن هناك مفاوضات بهذا المعنى بين الملك والأستاذ عبد الرحمن اليوسفي. كل ما في الأمر أن الحسن الثاني استدعى اليوسفي، بصفته كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تصدر أحزاب الكتلة من حيث عدد المقاعد في مجلس النواب إثر انتخابات سنة 1997، وكلفه بتشكيل الحكومة كوزير أول معين.
ماذا كان رد اليوسفي؟
اتصل بنا وطلب عقد اجتماع المكتب السياسي للحزب، أبلغنا بأمر تكليفه من طرف الحسن الثاني، وقال لنا إنه قبل التعيين، ولم يكن أمامنا آنذاك إلا أن نسانده وحتى نتحمل ويتحمل الاتحاد الاشتراكي رفقة حلفائه في الكتلة مسؤولية إنقاذ المغرب من السكتة القلبية.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار في العدد 6 من «زمان»