رغم مقام الأمريكيين القصير بالمملكة، إلا أنهم تركوا أثر ثقافتهم الاستهلاكية للمغاربة. هناك من اعتبر مرورهم كريما، وهناك من اعتبره خرابا للعقول والأخلاق.
مزبلة الأمريكان، المعروقة في اللسان المغربي الدارج بـ“زبَّالة ميريكان“ الموجودة غير بعيد عن مدينة الدار البيضاء كانت تسيل لعاب عدد كبير من الناس الذين يجمعون كل ما رماه بها الجنود الأمريكيون الذين كانوا يعيشون بالقاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة بالنواصر حيث يوجد مطار محمد الخامس الدولي .أمريكا الدولة الغنية تتيح لجنودها الاستغناء بسهولة عن ملابس وأواني وفي بعض الحالات مواد غذائية ما زالت في حالة جيدة .لم يعهد المغاربة هذا في الفرنسيين ولا الإسبان ولا جميع الأجناس الذين سكنوا الدار البيضاء وتساكنوا مع أهلها. كان الأوربيون وما زالوا إلى اليوم يحتفظون بمثل هذه الأشاء لبيعها أو تبديلها عند أشخاص يجوبون الشوارع بحثا عن الأشياء المستعملة، وعرفوا بصراخهم وهم يمرون في الأزقة، وينطقون كلمة أوز (uz) وهي كلمة تختزل كلمة أخرى هي (usé) أي اسْتُعْمِلَ، أي الأشياء التي اسْتُعْمِلَت. بدا منذ الوهلة الأولى أن الأمريكان لا ينتظرون مرور هؤلاء الأشخاص إنهم يرمون بفضلاتهم التي ما زالت في حالة جيدة في مكان ما غير بعيد عن قاعدتهم.
موليم لعروسي
تتمة المقال تجدونها في العدد 97 من مجلتكم «زمان»