بينما كانت القوى الأوربية تتسابق لاحتلال الأراضي المغربية، اقترح السلطان محمد الرابع على الأمريكيين إقامة نظام حماية للإيالة الشريفة.
كانت ظروف القرن التاسع عشر صعبة للغاية في المغرب. على الصعيد العسكري، توالت الهزائم العسكرية في مواجهة الأوربيين طيلة هذا القرن. على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، تراكمت التنازلات المقدمة لصالح الأوربيين. في ظل هذه الأوضاع، تأثرت سيادة المغرب وسمعته كدولة مستقلة، وأصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى. لعل من أوضح مظاهر هذا التردي الذي بلغته أوضاع البلاد آنئذ ما حدث في معركة إيسلي سنة 1844. لقد فرضت هزيمة إيسلي، التي تقع في موقع غير بعيد عن مدينة وجدة، على المغرب توقيع معاهدة مجحفة مع فرنسا. بفضل هذه المعاهدة تمكنت فرنسا من الحصول على هامش واسع للتحرك، كما استطاعت استغلال طابعها الغامض والفضفاض لتوسيع مستعمرتها الجزائرية على حساب المغرب.
خلفت هذه الهزيمة صدمة قوية لدى النخبة المخزنية وإحساسا عميقا بالإهانة، وبمدى اختلال ميزان القوة بين الطرفين. لعل من مظاهر ذلك أن محمد بن عبد الرحمان، الذي كان يقود الجيش المغربي والذي سيصبح سلطانا بعد حين، اضطر أثناء المعركة للتخلي عن مظلته رمز السلطنة والشجاعة الحربية.
معطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 30 من مجلتكم «زمان»