يسلط مؤلفان، صدرا يناير الماضي، إضاءات جديدة على خلفيات الاغتيالات السياسية التي شهدها المغرب فجر الاستقلال. رحلة في هذه الفترة الغامضة مع ذاكرة الهاشمي الطود ووثائق محمد بنسعيد.
شهدت المنطقة الشمالية عددا من الاغتيالات السياسية في سياق الاضطرابات التي واكبت حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956. لم تسلم الدار البيضاء ومراكش وغيرها من أرجاء المملكة من هذه الاضطرابات، لكن منطقة الشمال ارتبطت بتأثير محمد بن عبد الكريم الخطابي الحاضر الغائب عن الساحة المغربية، وباحتضانها قاعدتي انطلاق جيش التحرير في الناظور وتطوان، فضلا عن تقاليد حياة حزبية أكثر تعددية نسبيا من المنطقة السلطانية. وقد ساهمت هذه العوامل في جعل المنطقة مسرحا لعدد من الحوادث في سياق انتقالي من وضعية الحماية الفرنسية الإسبانية إلى الشروع في بناء دولة وطنية تجسد استعادة السيادة والوحدة. لئن كانت الأحداث الدامية لهذه الفترة المضطربة معروفة، في العموم، فإن تأويل خلفياتها وكشف ملابساتها ما يزال مطبوعا بالغموض والالتباس. يرجع ذلك، من جهة، لطبيعة المصادر المحيلة على تلك الأحداث، والمتمثلة عموما في ذاكرة الفاعلين أو المعنيين بما جرى. ومن جهة ثانية، لارتباط هذه الروايات في كثير من الحالات، بالسجال السياسي وتصفية حسابات الحاضر باستعمال الماضي.
من حسن الصدف
من هذا المنظور تكتسي الإضاءات الجديدة التي يعرضها الهاشمي الطود ومحمد بنسعيد آيت يدر، كل من جهته، حول أحداث هذه المرحلة أهمية بالغة. يتعلق الأمر بمؤلفين شاءت الصدف أن يتزامن صدورهما في يناير 2018، يتقاطعان في التعرض لخلفيات الاغتيالات السياسية التي نال الشمال نصيبا وافرا منها. فالهاشمي الطود يضع ذاكرته الغنية بالأحداث وعشرات الوثائق الثمينة رهن إشارة القراء بمناسبة صدور مذكراته، التي أنجزت قبل وفاته سنة 2016، تحت عنوان “خيار الكفاح المسلح” من إعداد أسامة الزكاري عن منشورات “سليكي إخوان” بطنجة.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 53 من مجلتكم «زمان»