تشتهر عائلة المانوزي بصراعها منذ عقود مع قوى الاستبداد والظلم، فمن مقاومة الاستعمار إلى مناهضة الاستبداد، وصولا إلى المساهمة في ترسيخ أسس الديمقراطية وتضميد جراح الماضي. من بين أفراد هاته العائلة الدكتور عبد الكريم المانوزي، رئيس “الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب”، والمدافع عن حقوق ضحايا الانتهاكات الجسيمة لسنوات الرصاص. عاش الدكتور المانوزي بكل معاناة فترة الاعتقالات والتعذيب التي طالت 18 فردا من عائلتهم؛ بدءا من تعذيب والده إلى اختفاء شقيقه الحسين المانوزي، إلى إعدام عمه في انقلاب الصخيرات، واعتقال آخرين. في هذا الحوار، يحكي الدكتور المانوزي لمجلة “زمان” عن صراع عائلته مع نظام الحسن الثاني وكيف تم التضييق عليهم في مورد رزقهم، وعن علاقة شقيقه بمنظمة الفقيه البصري السرية لإحداث انقلاب في المغرب. كما يعتبر الدكتور المانوزي أن تتبع خيوط حقيقة الاختفاءات القسرية بالمغرب يتصل ببقايا النظام القديم الذي يتستر عليه النظام الجديد.
حدثنا في البداية عن نشأتك؟
ولدت بالمدينة القديمة بالدار البيضاء بدرب الانجليز سنة 1955، في بيت جد متواضع، مع إخوتي الستة. كبرنا في بيت كان يشاركنا فيه أعمامنا أحيانا، لا سيما الذين استقدمهم الوالد علي المانوزي. درست بثانوية ابن تومرت، وحصلت على الباكلوريا والتحقت بكلية الطب بالدار البيضاء بعدما رفضت السلطات المغربية منحي جواز السفر، حيث كنت عازما على استكمال دراستي بفرنسا.
كيف تم منعك، ولماذا؟
بعد حصولي على البكالوريا في سنة 1974، كان والدي مختطفا، ورغم ظروف القمع التي مورست في حق عائلتنا، قمت بالتسجيل للدراسة في فرنسا وضمنت سكنا هناك، ولم يتبق لي إلا الحصول على جواز السفر، لكنني فوجئت بالسلطات المغربية تمتنع عن منحي أوراق السفر. في تلك الفترة، كان عامل المدينة هو مصطفى العلوي وكان برفقته الكوموندو الشتيوي، بالإضافة إلى قائد المقاطعة بنكيران. توجهت إلى العمالة للاستفسار عن سبب تأخر منحي جواز السفر، فالتقيت بالشتيوي فلمست من كلامه أنه يراوغني، فاتجهت إلى أحد الموظفين في المقاطعة، فأخبرني بأن قضيتي غير عادية. توجهت إلى القائد، فانفعل مما أخبرته، وأمر الحراس بأن ينزلونني إلى القبو، في محاولة منه لردعي وثني عن الحصول على جواز السفر. ففهمت أني ممنوع من السفر واكتفيت بدراسة الطب في المغرب.
حاوره غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 67 من مجلتكم «زمان»