صورت أغلب المصادر عبد الله بن ياسين على أنه صاحب مشروع سياسي يهدف إلى إحياء الوحدة الصنهاجية على أسس جديدة تجمع بين البعدين الروحي والمادي.
شكل موضوع الحكم أحد اهتمامات الفقهاء، لكن مواقف غالبيتهم إزاء واقعهم، لم يعد أن يكون اجتهادات فردية منعزلة، لم ترق إلى فعل مؤسس منظم، باستثناء القلة القليلة التي آثرت النهوض بأعباء الإصلاح، وتحمل كل المشاق التي تقف عقبة كأداء في سبيل تحقيق هذا المبتغى .فهل يعد عبدا لله بن ياسين ضمن هذه الزمرة القليلة من الفقهاء ذوي المشاريع الإصلاحية؟ يصطدم الحديث عن عبدا لله ابن ياسين، بصفته فقيها مصلحا و“عرابا“ للمشروع الصنهاجي الوحدوي الثالث الذي أسفر عن قيام دولة المرابطين، بعراقيل مرتبطة بالمادة المصدرية التي تناولت هذه الشخصية في جل مراحل حياتها من مرحلة ما قبل انتقالها إلى صحراء صنهاجة، وبعد انتقالها إليها، والأدوار التي قامت بها أثناء إقامتها فيها، وأخيرا خروجها من الصحراء مرة أخرى صوب المغرب. فلا يكاد يخلو حدث من الأحداث المرتبطة بهذه المراحل إلا وتوجد فيه روايات مضطربة وأحيانا متناقضة، لا سيما أن أغلبها دون بشكل لاحق عن الأحداث، في وقت فقدت جل المصادر المعاصرة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 100 من مجلتكم «زمان»