برز علي أومليل في ساحة الفكر العربي على مدى العقود الماضية من خلال مساهماته المتعددة في قضايا الإصلاح والتراث والحداثة… لكنه فضلا عن ذلك، وإلى جانبه، ساهم في تأسيس حركة حقوق الإنسان بالمغرب في ظروف صعبة. في ما يلي جولة مع ذاكرة أومليل في هذا الجانب من مساره، بالإضافة إلى رأيه في بعض قضايا الراهن.
ماذا تذكر عن مراحل تعليمك الأولى؟
ولدت في مدينة القنيطرة حيث كانت تقيم العائلة قادمة من الأطلس الصغير. هنالك درست في ثانوية التقدم ثم سافرت إلى القاهرة لمتابعة الدراسة في ظروف خاصة. كان سني حينها 14 سنة ولا أملك جواز سفر، فلجأت إلى أحد المتخصصين في نقل المقاومين عبر الحدود المقامة حينذاك بين المنطقتين السلطانية والخليفية. وصلت إلى تطوان حيث أقمت لفترة في بيت كان ملجأ للمقاومين، إذ كانت السلطات الاسبانية، كما هو معروف، توفر ثلاثة ملاجئ للمقاومين المطاردين من السلطات الفرنسية، في كل من تطوان والناظور والقصر الكبير. كنت أقنعت الوالد رحمه لله أنني سأذهب فقط إلى تطوان من أجل الدراسة، لكن مخططي كان الوصول إلى القاهرة، وهو ما تم فعلا في سنة 1955.
لماذا القاهرة؟
نظرا لجاذبية مصر وأثرها الثقافي في تلك الفترة، ولأن جامعة القاهرة آنئذ كانت من الجامعات القليلة في العالم العربي، إلى جانب جامعتي دمشق وبغداد. أذكر من الزملاء والأصدقاء المغاربة الذين كانوا موجودين هناك: محمد برادة، إبراهيم السولامي، المرحوم محمد بوزوبع، محمد بنعيسى، المرحوم أحمد عبد السلام البقالي، عبد الرحمان بنعمرو، وعباس الجيراري. بقيت في القاهرة إلى أن حصلت على درجة “الليسانس” (الإجازة) في الفلسلفة لأعود إلى المغرب سنة 1960، حيث بدأت أدرس الفلسفة في السلك الثانوي بالدارالبيضاء ثم بثانوية مولاي يوسف بالرباط. بعد فترة، صرت أستاذا مساعدا بكلية الآداب بالرباط، حيث كان عدد الأساتذة المغاربة معدودين على رؤوس الأصابع، أذكر منهم: عبد الواحد الراضي، محمد الناصري، المرحوم عبد الكبير الخطيبي، المرحوم التهامي الأزموري، عبد لله العروي، ومحمد القبلي، بينما كان أغلب الأساتذة من الأجانب. طالت بي مدة التدريس كأستاذ مساعد إلى أن سافرت إلى باريس في 1970 لتحضير دكتوراه الدولة في جامعة السوربون – باريس الرابعة، حول منهجية ابن خلدون.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»