بادرت نخبة وطنية شابة، في بداية الثلاثينات من القرن الماضي، إلى جعل من يوم 18 نونبر عيدا وطنيا، شكل فيما بعد عيد العرش. فيما يلي قصته.
يعتبر عيد العرش، الذي يخلد تربع الملك على الحكم، أهم الاحتفالات التي طبعت التاريخ المعاصر. ويعتقد غالبية المواطنين وعدد من النخب أن هذا الاحتفال ضارب في القدم ويستمر منذ زمن طويل. غير أن الوقائع التاريخية تختلف بعض الشيء. ذلك أن عيد العرش، الذي احتفل به لأول مرة في عام 1933، يندرج ضمن ما يسميه المؤرخون بمحاولة إحياء التقليد، أي إحداث مجموعة من الطقوس قصد ضمان استمرارية مفترضة مع الماضي، وإعادة طبع معايير وسلوكات الناس باسم التقليد، إذ يختار أنصار التقاليد المحدثة مراجع ورموزا قديمة للاستجابة للانشغالات التي تطرحها قضايا راهنهم.
ضمن هذا السياق، حرص الحسن الثاني على إعادة تركيب طقوس الاحتفالات بعيد العرش، من الصفر، لإظهار مركزية الملكية في المجتمع المغربي. هكذا حوله من وظيفته الأولية، كما أرادها الوطنيون كرمز واحتفاء بالأمة الوطنية.
بعد حوالي 20 سنة عن معاهدة الحماية، ظهرت نخبة وطنية شابة في أكبر المراكز الحضرية الكبيرة، خاصة في الرباط وسلا وتطوان وفاس، متأثرة بالأفكار الواردة من أوربا حول مفهوم الوطن والوطنية.
يونس مسعودي
تتمة الملف تجدونها في العدد 34-35 من مجلتكم «زمان»