شكلت زيارة بن يوسف لطنجة انطلاق صراع جديد بين السلطان والسلطات الفرنسية التي سارعت إلى تعيين مقيم عام جديد، لم يدخر جهدا في مواجهة السلطان لاستعادة “هيبة فرنسا”.
اعتبرت الأوساط الاستعمارية الفرنسية موقف السلطان محمد بن يوسف في مدينة طنجة، عام 1974، تحديا واضحا وخرقا سافرا لمعاهدة الحماية التي تربط بين البلدين. وحملت المقيم العام إيريك لابون مسؤولية ما حدث، واتهمته بالعجز عن فهم ما أسمته بـ”السياسة المغربية”، وسرعان ما بدأت تتحرك مدعية أن سلطان المغرب قد زاغ عن الطريق المستقيم، ووجب رده إلى الجادة.
اعتبرت الحكومة الفرنسية أن تعيين مقيم عام عسكري حازم يعد إجراء ضروريا لإعادة الأمور إلى نصابها في المغرب. وتبعا لذلك، قامت بعزل إيريك لابون في أبريل 1947 وعوضته بالجنرال ألفونس جوان المعروف بتشدده، والذي كان حينئذ يشغل منصب قائد أركان الدفاع الوطني. وباعتباره من مواليد شمال إفريقيا، ويتمتع بروح استعمارية عالية، فقد قوبل تعيينه مقيما عاما بترحيب كبير من قبل أغلب الهيئات الفرنسية، خاصة تلك المعروفة بنزعاتها الاستعمارية، التي اعتبرت ذلك خطوة أساسية لاسترجاع هيبة فرنسا الضائعة، وتبني سياسة من شأنها أن تقضي على الأصوات المطالبة بالاستقلال.
قاسم الحادق
تتمة الملف تجدونها في العدد 34-35 من مجلتكم «زمان»