تمثل غيثة برادلي نموذجا لجيل من المغاربة الذين التزموا بالنضال من أجل القضية الفلسطينية، خاصة بعد هزيمة جيوش الدول العربية في الحرب القصيرة ليونيو 1967. اتخذ هذا الالتزام من أجل فلسطين أشكالا متعددة، وشمل مجالات مختلفة، لعل أقصاها المشاركة في المقاومة الفلسطينية. مع شقيقتها الراحلة نادية ومتطوعين فرنسيين، شاركت غيثة في إحدى عمليات المقاومة، وقضت لذلك خمس سنوات في السجون الإسرائيلية. هذه المحاولة، وكل عمليات المقاومة في الخارج، تعتبر غيثة أنها حققت هدفها الأساسي منذ سنة 1974، حين تم الاعتراف بمنظمة التحرير.
كيف كانت نشأتك ومراحل تكوينك الأولى؟
رأيت النور بمدينة الدار البيضاء، حيث تابعت دراستي الابتدائية بمدرسة “Audissou”، ثم إعدادية شارل دوفوكو، فثانوية ليوطي. أوقفت مساري الدراسي بعد حصولي على البكالوريا، نظرا لالتزامي في النضال من أجل القضية الفلسطينية. ولم يتح لي استئناف الدراسة إلا في سنة 1976 ببيروت، بعد الإفراج عنا من السجون الإسرائيلية، حيث حصلت على الإجازة في علم النفس من الجامعة العربية بالعاصمة اللبنانية. أما تربيتي داخل البيت فكانت مطبوعة أكثر بتأثير والدتي ذات الأًصول الإسبانية، خاصة بعد رحيل والدي وأنا في سن السادسة عشر.
متى بدأ لديك الاهتمام بالسياسة، والقضية الفلسطينية خصوصا؟
أنتمي إلي جيل كان يتنفس السياسة بشكل تلقائي، فمعظم أبناء هذا الجيل ولدوا أثناء الحماية، وترعرعوا في جو المقاومة الوطنية. كانت القضية الوطنية موضوع الحديث الدائم في بيتنا، وكان عدد من المقاومين دائمي التردد على الوالد، فكان انخراطي في الالتزام السياسي تحصيل حاصل. كذلك الشأن بالنسبة للسياق التاريخي للقضية الفلسطينية، فكما هو معلوم خلقت “النكبة” التي حصلت سنة 1948 صدمة قوية لدى كل الشعوب العربية الإسلامية، التي كان معظمها مستعمرا آنذاك. بمجرد الحصول على الاستقلال، بدأت الأجيال الشابة تحلم ببناء أمة حرة، فكان تحرير فلسطين في قلب هذا التطلع نحو استرجاع الكرامة لدى شعوب تئن تحت وطأة الشعور بالإهانة منذ وعد بلفور.
حاورها إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»