أراد الوزير “بَّا حْماد” أن يبني قصرا فخما يخلد فيها اسم إحدى زوجاته تدعى الباهية، غير أن الموت استعجله، ورحل الرجل وبقي القصر شامخا في المدينة الحمراء.
يعتبر قصر الباهية من القصور الكبرى التي شيدت بمراكش خلال القرن التاسع عشر، حيث تبلغ مساحة بناياته وحدائقه حوالي 37100 م2. يقع القصر بين ما يعرف بجنان بن شكرة والملاح القديم. ويتشكل في هيئته الحالية من جزأين أنجزا تباعا بأمر من مالكيه، الأب الوزير موسى بن أحمد البخاري الشهير «بسي موسى»، حاجب السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (1859-1873)، ثم بعده الابن، أحمد بن موسى الشهير بـ”بَّا حْماد”، الذي ورث عن أبيه الجزء الأول من القصر ومهمة حجابة السلطان المولى الحسن الأول (1873-1894)، وهو الذي آلت إليه الوصاية على العرش وتسنم مهمة الصدر الأعظم في عهد السلطان المولى عبد العزيز (1894-1908)، كما أنه يعد من حفدة أحمد بن مبارك الوصيف البخاري، الذي كانت له منزلة مرموقة في الجهاز المخزني زمن السلطان المولى سليمان، حيث تسنم وظيفتي الحجابة والوزارة لديه.
صاحب قصر الباهية والآمر بتشييده
ولد ابَّا حْماد سنة 1841. وبعد أن شب في رعاية والده، مكنه ذكاؤه ودهاؤه من تقلد الوزارة والحجابة خلال عهد السلطانين المولى الحسن والمولى عبد العزيز، فاعتبر بذلك رجل دولة قل نظيره من بين خدام السلاطين في المرحلة التي سبقت الاستعمار. فهو ينتمي لأسرة مخزنية صعد نجمها في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد لله، وقد شغل والده موسى منصب حاجب السلطان محمد بن عبد الرحمان، ثم منصب الصدر الأعظم في مستهل دولة السلطان المولى الحسن، واستمر في ذلك إلى أن توفي سنة 1879.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 60 من مجلتكم «زمان»