مثلت هيأة الإنصاف والمصالحة خطوة على طريق كشف حقيقة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان. كيف ولدت الهيأة؟ كيف سعت للبحث عن الحقيقة؟ عودة لكواليس هذه اللحظة على لسان اثنين من أعضائها بمناسبة صدور مذكراتهما حول التجربة.
يكشف امبارك بودرقة وأحمد شوقي بنيوب النقاب عن كواليس واحدة من محطات المسار الانتقالي نحو الديمقراطية. يتعلق الأمر بتجربة هيأة الإنصاف والمصالحة التي مثلت خطوة مهمة على هذا المسار، إذ يصدر الرجلان مذكراتهما حول هذه التجربة في مؤلف يحمل عنوان “كذلك كان”. لا شك أن هذه المذكرات، التي يرتقب صدورها نهاية شهر يناير الجاري، تكتسي أهميتها من خلال ما ستكشفه من إضاءات حول الهيأة من جهة، ومن جهة ثانية حول وقائع التاريخ الراهن التي شكلت موضوع اشتغالها الهيأة طيلة الفترة ما بين 1956 إلى 1999. غني عن الذكر أن تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة تحيل على وجهات نظر متباينة في تقييم حصيلتها، تتراوح بين من يعتبرها مجرد وصفة تجميل لوضع ما يزال قبيحا، موجهة للاستهلاك الخارجي بالخصوص، ومن يذهب في رفعها إلى درجة اللحظة المؤسسة لمغرب جديد مفتوح على آفاق الديمقراطية والحداثة. فهل كان ميلاد هيأة الإنصاف والمصالحة مجرد «مسرحية أفتى بها النظام السياسي، أم أنها نتيجة أخذ ورد بعد اجتياز مخاض عسير؟». بهذه العبارة، يعنون المؤلفان الفصل الأول من مذكراتهما، التي اطلعت “زمان” على مقاطع منها، استعراضا للمخاض الذي شهده المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قبل أن يستقر الرأي داخله، على إصدار توصية بإحداث هيأة الإنصاف والمصالحة في 14 أكتوبر 2003، بعدما بقيت موضوع جدال داخل المجلس منذ عرضها في 25 ماي من تلك السنة.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»