من بروز نوع من البراغماتية إلى التأثي على علاقة المواطن بالدولة، ماذا غيرت “كورونا” في المغاربة، عاداتهم وأوتوماتيزماتهم اليومية؟
من غير الممتع الكتابة عن شيء غير مألوف، والأنكى من هذا جائحة تدمّر العالم. لكنني لا يمكنني أيضًا أن أفوت نوعًا من الشهادات الساخنة حول تأثيرات كوفيد 19 على العلاقة الاجتماعية والحياة اليومية للناس ونمط التفكير المصاحبة لها. هذه أفكار مؤقتة وجزئية طرحتها كمواطن يحاول أن يتبع -ولا يلاحظ بالمعنى الأنثروبولوجي- ما يحدث، أي مواطن يحاول أن يكون منتبهاً لما يحيط به، مع حساسية أنثروبولوجي.
أنا مغربي، إذن أنا أُقَبِّل؟
لنأخذ حياة الناس اليومية، وبما في ذلك حياتي. في الوقت العادي، لدينا عاداتنا. نحن نتولى أدوارا اجتماعية؛ دور اجتماعي يُفهم على أنه نسق للتوقعات، الحقوق والواجبات. إنه يشير إلى ما نتوقعه من الآخرين وما يتوقعه الآخرون منا. إنه يساعدنا على عدم طرح أسئلة على أنفسنا طوال الوقت لمعرفة كيفية التصرف.
ترتبط بعض الأدوار نسبيًا بالعلاقات الاجتماعية المنتظمة (الأم، الأب، المعلم، الطالب)، والبعض الآخر بالعلاقات العابرة (سائق التاكسي، الزبون). إنها مرتبطة بمفاهيم مختلفة، تقليدية، حديثة، ليبرالية، استبدادية. باختصار، نحن عادة نعرف التوقعات والمعايير مسبقًا ونحاول تلبيتها. وبدون ذلك، ستكون الحياة سلسلة من سوء الفهم.
في أوقات الأزمات، التغيير المؤلم، كما هو عليه الحال الآن، حيث تكون القطيعة مع جزء كبير من توقعاتنا المعتادة. فالقطيعة التي نعيشها تزيد من تعميق الأزمة. بعد تفشي الوباء، انقلبت حياتنا اليومية رأساً على عقب، وفرضت قواعد جديدة. كانت هناك مرحلة انتقالية، مليئة بالتردد وسوء الفهم، ورفض هذه القواعد، أو على الأقل التحايل عليها. لمدة عشرة أيام، فمن بداية مارس، ترددنا في السلام بمد اليد، القيام بالتقبيل أم لا.
حسن رشيق
تتمة المقال تجدونها في العدد 83 من مجلتكم «زمان»