سعى بعض الحكام إلى توظيف الرؤى للتأسيس لحكمهم. “زمان” تقف عند رؤى ذات طبيعة سياسية عُرِفت زمن الدول المركزية المغربية التي حكمت المغرب خلال العصر الوسيط، وهي المرابطية والموحدية والمرينية.
يمكن إدراج الرؤى، أو الأحلام، في إطار تطلع الإنسان إلى المستقبل. لذا، سعى جاهدا إلى تفسير ما تحمله من رموز وإشارات. وكان للأوصياء على تدين المجتمعات القديمة دور في هذا التفسير بالنظر إلى المكانة التي كانوا يتبوأونها في مجتمعاتهم، بما يحملون من علم. وسايرت الديانات السماوية هذا التوجه، بل يمكن القول إنها «عمقت الاعتقاد فيه». وفي هذا السياق، اضطلعت الرؤى/الأحلام بمكانة معتبرة في الإسلام اتضحت من خلال القرآن والحديث. ففي القرآن، وردت العديد من الرؤى وتفسير بعضها، ومن ذلك قدرة النبي يوسف على تفسير الرؤى. وقبل نزول الوحي على محمد صلى لله عليه وسلم وتبلور الحديث، تم التبشير بمولده بواسطة رؤيا. ثم زكت الأحاديث النبوية الرؤى، وأضفت عليها قيمة معتبرة، فقد وردت أحاديث للرسول في هذا الباب منها قوله: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا وما المبشرات؟ قال الرؤى الصالحة». وقوله: «إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤية الصالحة يراها المسلم أو ترى له»، كما قال: «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة»، أو «الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة». وقال أيضا: «الرؤيا من لله والحلم من الشيطان»… ومهما اختلفت صيغ هذه الأحاديث، فقد اعتبر الإسلام أن الرؤيا تُنْبِئُ بالمستقبل، بل إن أهميتها تكون بمقدار إخبارها عن هذا المستقبل. وهي، عكس أضغاث الأحلام، لا يطالها السهو والنسيان.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 78 من مجلتكم «زمان»