كيف ينظر الإسلاميون لما يقع في فلسطين؟ ولماذا يعتبرون الإشكالية الفلسطينية قضية محورية ومركزية؟ وما هو تصور الإسلاميين عموما والمغاربة منهم خصوصا لحل هذا المشكل التاريخي؟ وكيف تعامل إسلاميو المغرب مع تطبيع النظام مع دولة إسرائيل وتوقيع اتفاق أبراهام الثلاثي؟ وكيف تدبر هذه الحركات علاقتها بتنظيم حركة المقاومة الإسلامية) حماس(؟
من القرن الماضي، لم تغب القضية الفلسطينية عن خطاب هذه التنظيمات، بل لم يقف الأمر عند التعاطف والمواقف المؤيدة، إلى اعتبار المشكلة الفلسطينية قضية محورية، وأحد أهم وسائل الحشد والتعبئة والاستقطاب لصالح هذه الجماعات، وثابتا من الثوابت الإيديولوجية التي لا تقبل التجديد ولا التغيير، ولا التحول في المواقف والرؤى والتصورات. رغم أن حركات الإسلام السياسي لم تكن حاضرة بقوة في تفاعلها مع القضية الفلسطينية خلال العقود الأولى لنشأتها، خصوصا على مستوى النضال والمقاومة، حيث كانت التنظيمات اليسارية والقومية تتسيد المشهد، إلا أن هذا لا يعني غياب فلسطين عن الخطاب الإسلاموي. فقد شارك الإسلاميون، خصوصا الإخوان المسلمون بمصر، في القتال ضد اليهود منذ عام 1948، وأسهموا في الحشد والتعبئة للقضية، سواء منهم من اعتبر ما يقع بفلسطين جزءا من “انهيار الأمة الإسلامية“، ونتيجة حتمية لضياع “الخلافة الإسلامية“، وأن “التآمر الصهيوني الصليبي على الخلافة“ سنة 1909 هو ما مهد لكارثة 1948، وبالتالي فإن حل القضية يكمن في إعادة “الخلافة“ و“تحكيم الشريعة“، أو من يرى أن فلسطين هي قضية أساسية بذاتها، وأن الاهتمام بها ينبني على أسباب دينية بحتة، ففلسطين هي “مهبط الأديان“ و“أرض المحشر“، وبها المسجد الأقصى “أولى القبلتين“ و“ثالث الحرمين“ و“مسرى الرسول“، وهي الأرض التي “فتحها عمر“ و“حررها صلاح الدين“.
تتمة المقال تجدونها في العدد 122 من مجلتكم «زمان»
محمد عبد الوهاب رفيقي