«مواهب المنان بما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان»، هو عنوان الكتاب الذي ألفه السلطان محمد بن عبد لله، سنة 1788 أو 1789، وضمنه آراءه حول التعليم ومناهجه ومواده. جاء تأليف هذا الكتاب بعدما مر السلطان ببعض القبائل والقرى في طريق عودته من مكناس إلى مراكش، حيث عاين الجهل الكبير الذي يقبع فيه سكانها رجالا وشيوخا وصبيانا.
شجب السلطان، في كتابه الذي يمكن اعتباره برنامجا إصلاحيا تعليميا، طريقة التعليم القائمة على التلقين والحفظ على حساب الفهم والدراية والاجتهاد والاستنباط. ودعا إلى مراعاة كفاءة الصبي فيما يتعلمه، والانطلاق من البسيط إلى المعقد، ومن السهل إلى الصعب. بل إنه، كما ورد في كتاب «تاريخ المغرب: تحيين وتركيب»، ميز بين مرحلتين في المسار التعليمي للصبيان: مرحلة التعليم الأولي، وهي واجبة على كل الصبيان. وفيها يتعلمون المبادئ الأساسية للدين. ثم المرحلة الثانية، وهي التي يقرر فيها المعلم إذا ما كان الصبي يستطيع مواصلة التعليم أم لا بناء على كفاءته ونبوغه. يقول السلطان «فإن ظهرت فيه نجابة في القراءة فليتركه يقرأ، وإن لم تكن فيه نجابة في القراءة، فها هو قد تعلم أمور دينه […] فعليه أن يحترف بالحرفة التي كان والده يتكسب بها من تجارة أو صنعة يد أو فلاحة لمعاشه».
وانتقد السلطان في كتابه الاعتناء المبالغ فيه بالمختصرات واتخاذها عمدة وسندا في التدريس والإعراض عن أمهات الكتب. وفي مقابل التشديد على ضرورة حفظ القرآن ودراسة الحديث والتفسير، منع محمد بن عبد لله تدريس علم الكلام والمنطق والفلسفة وأقوال غلاة المتصوفة في المجالس العلمية العامة. كتاب محمد بن عبد لله «مواهب المنان بما يتأكد على المعلمين تعليمه للصبيان» محقق، ونشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1996.
أي نتيجة
View All Result