تجرأ علماء في اتخاذ موقف معارض من قرار المولى إسماعيل بتأسيس جيش تتكون أغلبيته من السود. منهم من دفع حياته ثمنا ومنهم من تعرض للتهميش، ومنهم من لزم الصمت.
وصل السلطان المولى إسماعيل إلى العرش، سنة 1672، وكان حينها في السادسة والعشرين من عمره. وبعد أن قامت له السلطة واستقرت له الأوضاع نسبيا اتجه إلى فكرة تأسيس جيش العبيد، الذي سيصبح بعدها عمادا لسلطته وأساسا لحمايتها وحاميا للبلاد من الأخطار الداخلية والخارجية.
العلماء يعارضون والسلطان يوبخ
كان المولى إسماعيل مسكونا بفكرة مفادها أنه لا بد من جيش قوي لمواجهة كل التحديات التي قد تعترض حكمه الهش، ورأى أن خيارات أسلافه الذين كانوا يعتمدون على القبائل الحليفة لم تعد صالحة وأصبحت غير فعالة. فقرر أن يؤسس جيشا محترفا خارج هذا المنطق القبائلي، جيش يدين له بالولاء وحده على شاكلة الجيش الانكشاري الذي ينسب إليه فضل كبير فيما وصلت إليه الدولة العثمانية، ويظهر هذا التأثر بالنموذج التركي في حرص السلطان على تدريب هؤلاء الجنود وفق النموذج العسكري التركي.
هكذا، قام السلطان إسماعيل باختيار العبيد والحراطين لتأسيس ما سيعرف لاحقا بجيش عبيد البخاري. وجاء في “الاستقصا” للناصري الذي نقل عن أكنسوس صاحب “الجيش العرمرم” رواية تأسيس الجيش: «واعتنى هذا السلطان بجمع العبيد من السودان والمولدين وجعلهم عسكرا.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»