لم ترتبط الرباط بمعلمة أثرية كما ارتبطت بمسجد حسان ومئذنته التي ترى من بعيد. غير أن هذا المسجد ما يزال يخفي الكثير من أسراره تحت الأنقاض التي خلفها زلزال لشبونة.
يقع مسجد حسان فيما يعرف اليوم بحي حسان بمدينة الرباط، اختار له مشيده بقعة أرضية شمال شرق المدينة، لم تكن منبسطة تمام الانبساط مما اقتضى جلب الكثير من الأتربة من محيطها، واستعمالها في تسوية الأرض، والتخفيف من الانحدار الذي كان في اتجاه الشمال، وما زال الغموض يكتنف أسباب اختيار هذا الموضع، مع أن الأراضي التي بنيت عليها مدينة الرباط العتيقة تتميز بالانبساط، وضعف الانحدار في الكثير من مواضعها.
تعددت التفسيرات والاسم واحد
شكل اسم جامع حسان موضوعا لتأويلات وتفسيرات عدة، مع الحرص على معرفة شخصية «حسان» الذي نسب إليه المسجد، ومن بين هذه التفسيرات، نسبته إلى القيِّم على البناء، بل ذهب البعض إلى أن حسان هذا هو مهندس أندلسي، يعود إليه وضع تصميم المسجد والمئذنة، وأنه مدفون بمقبرة صغيرة قرب المسجد.ولم تورد المصادر المتوفرة أي معلومات أخرى تؤكد أن حسان المذكور أسهم في وضع تصاميم منشآت عمرانية أخرى بالمغرب في ذلك العصر، ويعتقد البعض الآخر أن اسم «حسان» هو نسبة إلى قبيلة بني حسان (بني حْسَن) العربية، التي كانت مستوطنة لجزء من سهل الغرب، كما يتساءل البعض الآخر عن احتمال انتقال لفظ «الجامع الحسن» إلى «جامع حسان»، لأن من عادة المغاربة، وخاصة أهل الرباط وسلا، إطلاق اسم «الجامع الحسن» على بعض المساجد الضخمة، وهو تعبير يقصد به «المسجد الجميل حسن البناء»، وهي تسمية تطابق الواقع بخصوص مسجد حسان.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 17 من مجلتكم «زمان»