تعتبر “يد فاطمة”من الظواهر الرائجة حاليا. إذا كان هذا الرمز أكثر استخداما كأداة موضة، فماذا عن أصوله؟ هل هو أداة سحرية أم دينية أم ثقافية. عودة إلى ما نعرفه عن هذه العلامة الموروثة والغامضة.
اليوم، تظهر “يد فاطمة” في كل الأشكال: قلادة، شعار، جوهرة، زخرف أو ديكور، حيث أصبحت مكونا بصريا مهما في الثقافة المتوسطية والمغاربية، خاصة المغربية.
هذا الرمز، الذي يمثل راحة اليد، يسمى أيضا “خمسة” أو “خميسة“، ليس مغربيا على وجه التحديد، إذ يوجد في مجتمعات مسلمة أخرى وكذلك في المجتمعات اليهودية والأمازيغية. وبما أن المملكة هي أرض كل هذه الثقافات، فهي أرض خصبة لدراسة هذا الرمز الغريب.
من الصعب التأريخ لـ“الخمسة“، لكن من المؤكد أن ظهورها يعود إلى فترة ما قبل الإسلام. وقد بينت الأبحاث الأركيولوجية أن هذا الرمز كان مرتبطا بالإلهة القرطاجية “تانيت“، حيث تم العثور على آثارها على طول ساحل شمال إفريقيا، مما يعزز انتماءها للشعب الليبي القديم.
لكن رمزية اليد موجودة بقوة في جميع الحضارات، لأن هذا العضو يبقى الأداة الرئيسية للإنسان. بفضله، تمكنت البشرية من التطور، وبالتالي الوصول إلى الحضارة.
الرقم 5 هو أيضا جزء من الأسطورة لأنه عدد خاص. في الإسلام، بالتحديد، يشير إلى أركان الدين (الشهادة، الصلاة، الزكاة، الصوم والحج إلى مكة المكرمة).
يمكن القول إن اليد والرقم خمسة لهما غالبا معنى باطني في ثقافات العالم. إذا كانت تسمية “يد فاطمة” تشير إليه كليا، فليس لها نفس المعنى في كل مكان. علاوة على ذلك، فإن تعدد أسمائها دليل على اعتمادها من ثقافات مختلفة. ومع ذلك، هناك شيء مشترك مع “الخمسة” لجميع هذه الثقافات، ألا وهو وظيفتها الأساسية: الحماية من سوء الحظ.
في المغرب، يأخذ هذا التهديد السحري شكل “العين الشريرة“، وهي ممارسة مؤذية تتمثل في جذب البؤس إلى الشخص من خلال قوة النظرة. وقد ظل هذا الاعتقاد الشائع واسع الانتشار حتى بعد وصول الإسلام.
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»