استعمل رباط تازة، دائما، كموقع عسكري لإخضاع القبائل المحيطة به، أو لرصد ومواجهة التهديدات التي يمكن أن تأتي من الشرق أو من الشمال.
يقتضي الحديث عن تاريخ رباط تازة الرجوع إلى المراحل الأولى للتأسيس، لكن هذه المسألة ما زالت تطرح الكثير من الإشكالات على الباحثين كلما تعلق الأمر بتاريخ الحواضر المغربية عموما. فمن ناحية، هناك عوز في المادة المصدرية، سواء كانت مكتوبة أو أثرية. ومن ناحية أخرى، هناك تضارب فيما تواتر من روايات شفهية محلية، إضافة إلى ما يكتنفها من تأويلات تعتبر أحيانا في حكم الخرافات والأساطير، أو تفسيرات طوبونيمية تنطلق من أصل التسمية، الذي يوافق في مدلوله مورفولوجية ما هو موجود على الموقع الطبيعي الذي أقيمت عليه المدينة.
المراحل المبكرة من التاريخ
كشفت الحفريات الأثرية التي قام بها الملازم أول كومباردو Lieutenant Compardou والملازم أندري Sous-lieutenant André في يونيو 1915 عن بعض المعلومات التي تلقي الضوء على بعض الجوانب من تاريخ تازة في الفترات القديمة، والتي لم تكن معروفة في السابق. فمن خلال اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، تمكن هذان الباحثان، المنتميان للجهاز العسكري الاستعماري الفرنسي، من تحديد بعض المحطات التي تعود إلى فترات ما قبل التاريخ.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»