استسلم بعض مغاربة السواحل الأطلسية للاستعمار البرتغالي في القرن الـ15، بينما وقع أعيان تلك المناطق أول معاهدات حماية مع سلطة أجنبية، طلبا للأمن وطمعا في ضمان مصالح سياسية وتجارية.
ارتبط نظام «المحميين» بالتغلغل الاستعماري في المغرب خلال من القرن الـ19. قبل توسع هذه الظاهرة لتشمل الدول الأوربية الطامعة في المغرب، كان البرتغاليون سباقين لتجريب هذه الوصفة في اختراق البلاد خلال القرن الـ15. في دكالة وعبدة وسوس طلب بعض المغاربة الحماية البرتغالية واستفادوا منها، في ظروف انهيار الدولة الوطاسية وبداية تعرض بعض الجيوب البحرية المغربية لاستعمار متواصل منذ احتلال سبتة في 1415. «الاحتلال البرتغالي للسواحل كان ضربة قوية أفرزت المنعطف التاريخي الذي دخله المغرب والتميز بالانكماش والانزواء وترك المبادرة للقوى الأوربية التي ستعمل على استغلال مواطن الضعف لتزيد من نفوذها وتعمق من تجاوزها للمغرب»، يوضح عبد المجيد قدوري، في مؤلفه «المغرب وأوربا ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، مسألة التجاوز». يميز قدوري بين مرحلتين في الغزو البرتغالي للمغرب. مرحلة استعملت فيها القوة العسكرية انطلاقا من السواحل الشمالية منذ احتلال سبتة سنة 1415. ومرحلة ثانية استهدفت السواحل الأطلسية في الجنوب ما بين 1515 و1846، وجرب فيها الغزاة أسلوب القوة الناعمة، مستغلين حاجة السكان للحماية والأمن.
يونس المسعودي
تتمة المقال تجدونها في العدد 21 من مجلتكم «زمان» حاليا في الأكشاك