رغم بساطة بنائها وصغر مساحتها، اجتذبت مقهى بابا بطنجة الكثير من المشاهير، من عالم الفن والسياسة والأعمال، كأمير موناكو وكوفي عنان وأعضاء ”رولينغ ستونز”.
تنتشر المقاهي كمرافق عامة في مختلف المدن متماهية مع الأحياء والساحات والشوارع، عاكسة لأطياف المجتمع، سواء منها الناصع الوضاء أو الباهت الخافت، معبرة عن مزاج خاص يختلط فيه الجد بالهزل والعمل بالراحة، والهدوء بالضجيج والثقافة بالأمية والغباوة، اعتبرت عند البعض فضاء لإضاعة الوقت أو مكانا لجلسات النميمة وتبادل أحاديث الفكاهة، والانتشاء بسيجارة وفنجان قهوة أو كأس شاي على إيقاع موسيقى هادئة أو صاخبة. وعند البعض الآخر، مجالا للقاءات العمل ومكانا لنقاشات ثقافية في شؤون متشعبة، ومكانا مثاليا لمجالسة الأصدقاء والمعارف ونسج العلاقات الحميمية، وضرب المواعيد الطارئة وقضاء الكثير من المآرب.
تشكل المقهى تلك الزاوية التي يلتقي بها الأفراد والجماعات، يتعرفون من خلالها على أخبار بعضهم البعض، سواء منها الحسن أو السيء، ويتتبعون منها مجريات ما يحدث حولهم أو ما يعرفه العالم من تقلبات، انطلاقا من الجرائد المتاحة للقراءة أو شاشات التلفاز التي عوضت المذياع الذي كان في الماضي يؤنس الجلساء بما ينقله من أخبار أو يذيعه من أغاني .وتبعا لذلك، يمكن للمتأمل أن يعرف حال البلد من خلال حال رواد مقاهيه.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»