وجه نابليون رسالة إلى السلطان المولى سليمان يطلب فيها مساندته في حملته ضد مصر، غير أن السلطان المغربي تصرف بواقعية، ونجح في الحفاظ على طابع التواصل الحضاري ما بين العالمين الإسلامي والغربي.
كان نابليون يعي كل الوعي قيمة موقع المغرب الاستراتيجي قبل مباشرته لحملته على مصر، فعمل جاهدا من أجل إقحامه كمساند له في حربه على الشرق العربي وتحديدا على مصر، إذ بعث إلى السلطان المغربي المولى سليمان يطلب دعمه ومساندته عسكريا، والدخول معه في حلفه ضد كل من بريطانيا والدولة العثمانية. فهل كان بإمكان المغرب الرد بالإيجاب على مطلب نابليون، وهو البلد الإسلامي الذي تربطه بالشرق العربي روابط روحية ودينية؟ وهل معنى ذلك عمله على قطع صلاته بفرنسا، في وقت هي في أمس الحاجة إلى كسب أحلاف عسكرية؟
تقتضي الإجابة عن هذه التساؤلات بالضرورة تحليل ثلاثة عناصر أساسية. يتمثل العنصر الأول في تحديد طبيعة العلاقات المغربية المشرقية وأصولها التاريخية، بينما يتجسد العنصر الثاني في الوقوف عند انعكاسات الحملة الفرنسية على مصر والشام على طبيعة تلك العلاقات، في حين تتحدد النقطة الأخيرة في رصد طبيعة الأبعاد الدبلوماسية والعسكرية لدور المغرب في تخفيض حدة الصراع العسكري ضمن المجال المتوسطي على مستوى العلاقات ما بين المشرق الإسلامي والغرب المسيحي.
محمد براص
تتمة الملف تجدونها في العدد 51 من مجلتكم «زمان»