يقول نور الدين بلحداد، الأستاذ الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية في الرباط، إن سواحل الصحراء المغربية شهدت توافد العديد من الرحالة والمستكشفين الأجانب، خاصة الإسبان.
هل اهتم المستكشفون والرحالة والمخابرات الأجنبية بالصحراء وما هي أول محاولاتهم للتعرف على ما يجري بها وعلى ما تضم من ساكنة وموارد؟
شهدت سواحل الصحراء المغربية توافد العديد من الرحالة والمستكشفين الأجانب، الذين حاولوا الاطلاع على المنطقة وعلى عادات وتقاليد سكانها. فمنهم من كان موفدا من طرف حكومة بلاده في مهمة استخباراتية رسمية لدراسة الوسائل المتاحة لفرض هيمنتها وسيطرتها على المنطقة، ومنهم من كان منساقا وراء حب المغامرة وارتياد الآفاق المجهولة. لكن يصعب تحديد أول مهمة استكشافية، أو رحلة أجنبية زارت هذه السواحل الصحراوية. وعلى الرغم من ذلك، يمكن القول إن أغلب الدراسات والمراجع الأجنبية، التي اهتمت بتاريخ هذه السواحل، تحدثت كثيرا عن الرحلات التي قام بها بعض المغامرين، وذكرت من بينهم جون بيتانكور، وهو من نبلاء إقليم نورماندي بفرنسا. ويعتبر بيتانكور من أول المغامرين الأجانب الذين زاروا سواحل الصحراء المغربية، بتكليف من ملك قشتالة إنريكي الثالث. كان ذلك في سنة 1402. وبعد حصوله على المال والسلاح، قام هذا المغامر باحتلال جزر الكناري في السنة ذاتها، حيث ساهم في إبادة سكانها. توجه بعد ذلك نحو السواحل المغربية المقابلة لهذه الجزر، وتوغل في الداخل، وأغار على بعض القوافل التجارية الصحراوية، وسلبهم مالهم وبضاعتهم، ومن كان معهم من العبيد. وقع ذلك سنة 1405 بالقرب من رأس بوجدور.
ومع تزايد وثيرة الكشوفات الجغرافية الكبرى التي كانت تشهدها إسبانيا والبرتغال، والتسابق بينهما لاحتلال مناطق جديدة لمساعدتهم على ضمان طريق الملاحة البحرية، ستصبح سواحل الصحراء المغربية نصب أعين القادة السياسيين والملوك الإسبان لبناء مراكز وقواعد عسكرية في الجنوب المغربي لاستغلالها في الحصول على المؤونة والمواد التجارية واليد العاملة قبل الإبحار نحو العوالم الجديدة.
حاوره المعطي منجب
تتمة الملف تجدونها في العدد 43 من مجلتكم «زمان»