مع بداية سبعينات القرن الماضي، عرفت المدن المغربية الكبرى هجوما غير مسبوق لوافدين جدد، أجبرهم ضنك العيش في بواديهم مع توالي سنوات الجفاف على التوجه إلى الحواضر القريبة، التي بدت لهم كأنها قادرة على توفير سبل عيش أفضل لهم ولعائلاتهم.
لم تسلم فاس، شأنها في ذلك شأن قريناتها الكبرى في المملكة، من توافد عدد كبير من الوجوه الجديدة، في وقت لم تكن العاصمة القديمة للمغرب مستعدة لاستيعاب المزيد. وكما أدى ذلك إلى ظهور أحياء على الهامش، أصبحت المدينة العتيقة تعرف تدهورا في نسيجها العمراني الذي طبعها على مدى قرون من الزمن.
لكن من حسن الحظ أن القدر كتب لفاس أن لا تبقى وحيدة. فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) المدينة “كنزا ثقافيا للإنسانية، في عام 1976، على عهد إدارة السنغالي أمادو مختار مبو، الذي يعرف المغرب جيدا، إذ تلقى فيه، خلال النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي، دورات تكوينية في التجارة والطيران والميكانيك، كما يعرف مكانة فاس لدى أغلبية مسلمي السنغال.
وبعد أربع سنوات، أطلق مختار مبو، يوم 9 أبريل 1980، نداء لإنقاذ مدينة فاس. “من هذه الأرض، أرض الإنسان وسعيه إلى المطلق، أطلق نداء علنيا للتضامن الدولي”، يقول مختار مبو، مدير يونسكو التي صنفت فاس، في العام الموالي، على قائمة التراث العالمي.
أي نتيجة
View All Result