تجعل فرملة العلوم الإنسانية بالمغرب، طيلة عقود، من الصعب فهم سلوكات الأفراد في زمن كورونا، وفي علاقاتهم بالسلطة والفاعلين الأساسيين.
هل يحق للسوسيولوجي أن يكتب تأملاته، تحت وقع حالة الطوارئ الحالية؟ وهل من حقه أن يجيب عن أسئلة لم يتم بناؤها بقواعدها المنهجية المتعارف عليها وبالصرامة التي يصر عليها أهل الجماعة العلمية؟ وهل من الضروري أن نتحدث، فقط، كما الفيزيائي الكلاسيكي أو العالم الاقتصادي المحاسباتي؟ أو حتى عالم اللسانيات البنيوي؟ أم أن السوسيولوجي في النهاية ومن خلال البرتوكولات المنهجية والصرامة العلمية، لا يبغي سوى فهم الواقع من أجل الارتفاع عنه في لحظة من اللحظات، لتقديم النتائج على شكل أفكار تبقى أهميتها نابعة من قدرتها على التحول إلى ممارسات قادرة على تقديم الحلول؟ يطول المقام للإجابة عن هذه الأسئلة التي لا يستقيم تداولها الآن. لكنها حاضرة وبقوة في كل “لحظة” يريد فيها السوسيولوجي التداول في قضية ما. ليس المجال هنا للإجابة عن هذه التساؤلات، لكن طرحها “الاحترازي” مهم في هذا الظرف بالذات حيث تقف العلوم الطبيعية منها والإنسانية أمام تحديات واقع جديد. ترتبط هذه التحديات بتعايشنا مع كوفيد19، ومع صدماته حيث شكك من شكك، وتنافس من تنافس في إيجاد الحلول والبدائل، وتضاربت المرجعيات السياسية والاقتصادية والإيبيدمولوجية لفرض شرعيتها وأفضليتها لمواجهة الوباء. وبقدر التضارب الحاد والتنافس الشرس بين الفاعلين على المستوى الدولي والمحلي، بقدر قوة وراهنية ىالتحديات المفروضة على الجسم السوسيولوجي المغربي وكيفية تموقعه ضمن خارطة المساهمة في الكشف والتحليل، والمساهمة في النقاش واقتراح البدائل العقلانية.
عزيز مشواط
تتمة المقال تجدونها في العدد 84 من مجلتكم «زمان»