تهدف الطقوس السحرية، في نطاق العقلية الخرافية، تحقيق العديد من الغايات في مختلف المجالات. فماذا كان يظن المغاربة تحقيقه بفضل السحرة؟
تشمل طقوس السحر لدى المغاربة مجالات متعددة، وترمي إلى تحقيق غايات مختلفة. من الاستشفاء إلى الاغتناء إلى تلبية الرغبات العاطفية إلى بعض الطموحات السياسية… كل شيء يمكن أن يتحقق بفضل هذه الطقوس العجيبة، ولكل غاية وصفتها السحرية، ومنها ما لا يزال مستمرا إلى اليوم! بيد أن رحابة عالم الطقوس السحرية لا يعني بالضرورة أنه كان حاضرا لدى مغاربة زمان في كافة تفاصيل حياتهم اليومية، أو أن ذهنيتهم كانت مسحورة تماما. فالظاهر أن اللجوء للسحر كان يستهدف بالخصوص تحقيق الرغبات الفردية، بينما بقيت المصالح الجماعية خاضعة للطقوس الدينية. «أغلب هذه الممارسات تستهدف اكتساب قيمة ذات طابع أخلاقي، غير أنها ذات طابع شخصي. أما خدمة الأهداف الجماعية فشأن من اختصاص الدين»، كما يلاحظ إدمون دوطي في «السحر والدين في إفريقيا الشمالية»، موضحا أنه «كان ثمة سحر جماعي، غير أنه اندثر بعد أن امتصه الدين ولم تفضل منه إلا بعض الأنقاض من قبيل طقس الاستسقاء الشعبي».
هذا مع الإشارة إلى أن التأويل الذي يعطيه إدمون دوطي، وغيره من الباحثين والأجانب، لمكانة السحر في ذهنية المغاربة، يسير عموما في اتجاه اعتبارهم أقرب إلى عقليات الشعوب البدائية التي يستعصي عليها إدراك الذهنية العلمية الحديثة، وذلك في سياق عام كان يحكم الدراسات “الكولونيالية” التي اهتمت بأحوال وخصوصيات الأهالي في بلدان المغرب الكبير.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة المقال تجدونها في العدد 32 من مجلتكم «زمان»