ربما كان المغرب سيكون مستعمرة أمريكية لو أن الولايات المتحدة استجابت لطلب السلطان محمد بن عبد الرحمان سنة 1871 بوضع حمايتها على الإمبراطورية الشريفة.ففي عز التنافس المحتدم بين القوى الأوربية لوضع يدها على المغرب، ظهر للسلطان أن أهون الشرور هو طلب حماية أمريكية. تفاصيل هذا الطلب تعود إلى ماي 1871، عندما طلب السلطان لقاء فيليكس ماثيوس، القنصل الأمريكي في طنجة، وحرص على أن يجري اللقاء على انفراد ودون مترجم، ما دام القنصل الأمريكي يتحدث العربية بشكل جيد. بعد اللقاء، كتب فيليكس ماثيوس إلى حكومته: «جلالة السلطان على وعي تام بأن بقاء بلده مستقلا، لا يرجع إلى قدرته على الوقوف في مواجهة القوى الأجنبية، بل إلى التنافس الشديد بين هذه القوى التي يطمع كل منها في احتلال المغرب أو جزء منه، وهو يتخوف أن تصل هذه القوى يوما إلى اتفاق، تكون نتيجته نهاية استقلال المغرب». ولهذا السبب فهو «مستعد للقبول بحماية أمريكية على المغرب».
رفع القنصل الأمريكي الطلب المغربي إلى حكومته. وبعد أسابيع وصله الرد من وزارة الخارجية: «أكدتم لنا أن السلطان، في حالة ما إذا قامت القوى الأجنبية بمساعي لفرض سيطرتها على بلاده، فإنه يأمل أن تقوم الولايات المتحدة بوضع المغرب تحت حمايتها. وكجواب نخبركم بما يلي: رغم أن حكومة الولايات المتحدة تبدي أسفها الشديد أمام كل محاولة تستهدف تفتيت إمبراطورية المغرب، وأنها ستعمد إلى بذل مساعيها الحميدة للحيلولة دون حدوث شيء من هذا القبيل، فإنها ترفض أي عرض من جلالته بخصوص وضع المغرب تحت حمايتها». حفظ السلطان سر الطلب نهائيا، إذ لا يوجد له أثر في الأرشيفات المخزنية ولا في كتابات مؤرخي تلك الفترة. وحدها الأرشيفات الأمريكية تتضمن تفاصيل هذا الطلب الاستثنائي.
أي نتيجة
View All Result