صارت كلمة «الإرهاب»، منذ الحادي عشر من شتنبر 2001، من بين المفردات الأكثر تداولا في الساحة الدولية. رغم ذلك، تعود أصول هذا المفهوم الى مراحل أبعد بكثير. فمنذ الثورة الفرنسية كان مفهوم الإرهاب حاضرا، بل إن الفترة الممتدة من صيف 1792 إلى 1794، تعرف في التاريخ الفرنسي بـ«حكم الإرهاب» le régime de la Terreur. وهي فترة مليئة بالعنف بعد اندلاع الثورة الفرنسية بسبب الصراع على السلطة، حكم خلالها اليعاقبة، بزعامة ماكسميليان روبسبيير. وشرعوا في قتل معارضيهم (الملكيون والجيرونديون والمعتدلون)، وتنفيذ أحكام الإعدام الجماعية في حق «أعداء الثورة». كان أنطوان دو سان جاست أحد رموز هذه المرحلة الدموية، وهو مثقف راديكالي وضابط في الجيش الجمهوري وعدو لدود للملكية. ويعد أحد أكبر حلفاء روبسبيير في الحكم، إذ كان دوره محوريا في التنكيل بأعدائه لدرجة حمله لقب «ملاك الإرهاب». وقتل حينها عشرات الآلاف من الفرنسيين، منهم 16500 بالمقصلة، فيما تجاوز عدد الذين زج بهم في السجن نصف مليون شخص. «ملاك الإرهاب» نفسه انتهى قتيلا بالمقصلة، رفقة روبسبيير.
أي نتيجة
View All Result