قدس السواد الأعظم من المسلمين السنة واعتبروها ثاني مصدر للتشريع بعد القرآن. غير أن كثيرا من الأحاديث المروية، التي أوردتها كتب الصحاح، شكلت على مر التاريخ مثار جدل وتشكيك، لغرابة بعضها أو تناقضها مع وقائع التاريخ أو العقل و حتى القرآن.
هو جدل تاريخي متكرر، لا يكاد يخبو قليلا، حتى يعود من جديد ليثير الزوابع والجدل، كلما تعلق الأمر بعمل بحثي أو مجهود فكري أو خرجة إعلامية تقفز على الطابو، وتشكك في صحة ما بات في حكم المقدس الديني بالنسبة إلى كثيرين. لذلك، لم يكن مفاجئا أن يثير كتاب “صحيح البخاري، نهاية أسطورة”، لصاحبه الباحث المغربي رشيد أيلال، كثيرا من اللغط والنقاش الصاخب في الأوساط المغربية. وبغض النظر عن القيمة العلمية للكتاب والمنهجية المتبعة في التحليل والاقتباس، فإن الكتاب يعيد إلى الواجهة الملاحظات والشكوك المثارة حول كتاب “صحيح البخاري” خصوصا حول الأحاديث النبوية المروية. فكتاب “صحيح البخاري”، الذي يعتبر واحدا من أبرز مصادر السيرة النبوية، تحول إلى مقدس، بل وعد بالنسبة لعدد كبير من المسلمين كثاني كتاب موثوق بعد القرآن، على الرغم من تضمنه للكثير من الروايات الخرافية المصادمة للعقل بل والمتعارضة أحيانا مع منطوق القرآن نفسه.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»