استقدمت الإقامة الفرنسية مهندسا فرنسيا لتصميم حديقة في الدار البيضاء، حملت في البداية اسم ليوطي، قبل أن تحمل اسم جامعة الدول العربية مع بداية الاستقلال.
اعتبرت الدار البيضاء عند الكثيرين، خلال القرن التاسع عشر، بمثابة “المدينة البدوية” أو أن سكانها غير حضريين، حيث أنها لم تكن تضاهي “المدن الحضرية”، فاس ومراكش ومكناس والرباط، خاصة فيما ارتبط بتاريخها الحضري كقاعدة للملك والسلطان. غير أنه مع مستهل سنة 1856، التي تؤرخ للمعاهدة التجارية بين المغرب وإنجلترا، شهدت المدينة تبدلات وتغيرات جذرية مست بالأساس تركيبتها البشرية وتنظيمها الحضري، وذلك بسبب تزايد أعداد القادمين إليها من الأجانب الذين انخرطوا بشكل كبير في تدبير شؤونها، مما انعكس على تشكيلتها العمرانية، لدرجة جعلتها في مطلع القرن العشرين تُعرف في الكتابات الأجنبية بـ”المدينة الأوربية”، وقد تكرس هذا الوضع بعد خضوعها للاحتلال الفرنسي سنة 1907.
ازدادت، بشكل متسارع، وتيرة الثقل التجاري والمالي للدار البيضاء مع نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين، وقد واكب ذلك استقرار تدريجي للأجانب لممارسة التجارة، مما أسهم بشكل كبير في تحول وظيفة المدينة الاقتصادية، فكان ذلك من العوامل الأساسية التي أدت إلى تغييرات مهيكلة في بنية النشاط التجاري وتنويع شبكات التبادل بالمدينة.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 72 من مجلتكم «زمان»، أكتوبر 2019