يعتبر فندق لينكولن شاهدا على مرحلة بدأت فيها الكثير من التحولات التي عرفتها الدار البيضاء. اليوم، أصبح مجرد أطلال، وخوف البيضاويين أن يصبح أثرا بعد عين إن سقط في يد مافيا العقار.
شهدت الدار البيضاء مع مطلع القرن العشرين تنظيما وتهيئة حضرية ينسجمان مع التطور الاقتصادي الذي عرفته خلال هذه المرحلة، وكذلك مع التهافت الكبير لامتلاك العقارات وتنامي حدة المضاربات في هذا القطاع، مما جعل سلطات الحماية الفرنسية تفكر في خطط وبرامج للتدخل لتنظيم المجال الحضري وعقلنة التوسع العمراني به.
كُلف بتنفيذ هذا المشروع الحضري المهندس هنري بروست، الذي اختاره المقيم العام الفرنسي بالمغرب هوبير ليوطي لوضع أول تصميم أو مخطط تهيئة للمدينة، إضافة إلى إرساء نظام أصيل ومتجدد للتخطيط الحضري بالمغرب. فقد سعت سلطات الحماية بين سنتي 1912 و1925 إلى إدخال عدة تغييرات على الدار البيضاء، تهم بالأساس تنظيمها الحضري. ولتيسير تلك المهمة، حرصت طيلة هذه المدة على إصدار مجموعة من الظهائر والقرارات الوزارية التي تهم عدة مجالات لها علاقة وطيدة بالتهيئة الحضرية للمدينة.
في ظل هذا السياق العام، ظهرت بعض الفنادق التي ارتبط وجودها بالنشاط التجاري، حيث كانت هذه المرافق تستقبل تجارا من جنسيات مختلفة وفدوا على المغرب لإجراء الصفقات التجارية، وللبحث عن أسواق أو زبناء. وبالموازاة مع ذلك، كان بعض الدبلوماسيين يفضلون الإقامة في هذه الفنادق عوض استئجار دور سكنية أو الحلول في مقرات إدارية تابعة للقنصليات.
عبد المالك ناصري
تتمة القال تجدونها في العدد 76 من مجلتكم «زمان»، فبراير 2020