في عام 1947، انخرطت نساء ينتمين لحزب الشورى والاستقلال جمعية “أخوات الصفا”. كانت مطالبها تقدمية جدا، أثارت حفيظة بعض العلماء، قبل أن تجد نفسها تذهب ضحية الصراعات السياسية في المغرب المستقل.
منذ رجوع محمد الحسن الوزاني، زعيم حزب الشورى والاستقلال، من منفاه إلى المغرب سنة 1946، بدأ نشاط النساء الشوريات في البروز على مختلف الأصعدة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، وتصدرت النساء والفتيات في شوارع فاس وعدد من المدن، التي زارها الزعيم الوطني، استقباله بعد عودته. كان نشاط النساء المحسوبات على حزب الشورى والاستقلال قد بدأ يتصاعد، وهكذا تأسست جمعية نسائية تابعة للحزب سنة 1947 بفاس حملت اسم “أخوات الصفا”، وتوسع نشاط الجمعية ليشمل عددا من المدن الأخرى. واضطلع هذا التنظيم النسائي بمهمات تثقيفية واجتماعية، وفي مقدمتها محاربة الأمية في الأوساط النسوية ومساعدة التلميذات والتلاميذ الفقراء على متابعة دراستهم.
مخاضات التأسيس
يعتقد محمد معروف الدفالي، المؤرخ المتخصص في تاريخ الحركة الوطنية، أن عوامل عديدة تظافرت لميلاد تنظيم نسائي في أحضان حزب الشورى والاستقلال، ويبقى من أبرزها السياق العام العالمي لحركة التحرر التي سادت عقب الحرب العالمية الثانية، وما تبع ذلك من نهضة للحركة النسائية، إن على المستوى العالمي عموما أو العربي خصوصا، وهو مناخ لم تبتعد تأثيراته كذلك عن الحركة الوطنية المغربية بجميع فصائلها. فضلا عن هذا العامل الدولي، كان للبنية الإيديولوجية والحزب تأثير كبير. فالنزعة الليبرالية الإصلاحية وأفكار الإصلاح الاجتماعي التي تبناها الحزب ومنظروه الذين كانوا يربطون بين قضية المرأة ومسألة تمدين المجتمع.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»