لا يعرف كثير من المغاربة، العالم التنبكتي الشهير أحمد بابا، الذي قضى حوالي 14سنة من حياته في مراكش، لكن كل ذلك كان مجرد صدفة تاريخية..
بسبب المغامرة العسكرية للسلطان المغربي أحمد المنصور، الذي اعتبر أنه له الحق والشرعية في بسط يده على جيران المغرب من بلدان الجنوب، وجد أحمد بابا، الذي كان يخطط لنفسه مسارا آخرا، نفسه في مراكش .لمع هذا العالم في عاصمة السعديين، حتى اجتمع حوله كبار القضاة المغاربة، معترفين، بقدراته العلمية. كانت تمبكتو تضم حوالي 1600 مسجدا ومدرسة قرآنية، وقد رحبت بمئات الطلاب المتعطشين للتعليم كالذي قدمه علماء كبار مثل العالم أحمد بابا، هذا الأخير، الذي تربى في كنف عائلة من العلماء، شغل العديد من المناصب منها منصب قاضي في تمبكتو .أما والده، فقد كان عالما، وله عشرات من المؤلفات، كما درس الفقه لمجموعة من الطلاب .ازداد أحمد بابا عام ،1556 في قرية عروان المتواجدة على بعد حوالي عشرة أيام سيرا على الأقدام شمال تمبكتو، على الطريق المؤدية إلى توات. أعطيت لأحمد بابا العديد من الألقاب من طرف كُتاب السيرة الذاتية، مثل “الصنهاجي“ و“التنبكتي“، ومنهم من أشار إلى انتمائه إلى أمازيغ الصحراء، ومن بينهم الاتحاد الكبير للطوارق. لم يكن معلم أحمد بابا الأول سوى والده الذي علمه موطأ مالك بن أنس، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني .بيد أن معلمه الحقيقي، أو “الشيخ“ كما يحب أن يسميه، هو محمد باغيو، الذي ذكره بكثير من الفخر في سيرته الذاتية، وقد تعرف مع هذا العالم عن ما لا يقل عن 25 كتابا، واستطاع بذلك التطرق إلى جميع تخصصات عصره تقريبا: القانون المالكي، والحديث والتفسير، وقواعد اللغة العربية والبلاغة وما إلى ذلك…
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 110 من مجلتكم «زمان»