رغم أن اسم بوكماخ ما يزال يتردد كلما ذكرت المناهج التعليمية أو المدرسة المغربية بعد الاستقلال، إلا أن الأجيال اللاحقة تتذكر سلسلتي “اقرأ” و”الفصحى”، ولا تعرف عن صاحبها الكثير.
عاش أحمد بوكماخ، “معلم الأجيال” أو “المعلم الأول” كما يلقب، خلف الأضواء والمناصب، مكتفيا بالكتابة والتأليف المدرسي من أجل إنشاء جيل متعلم وقارئ دمره الاستعمار وحاول طمس لغته. هذا المعلم وقف بوجه الفراغ في فجر الاستقلال، ووضع اللبنات الأولى للكتب المدرسية، فتربى بها ودرس عليها المغاربة لأزيد من ثلاثة عقود، واعتمدتها دول خارج المغرب، في الوقت الذي يتحسر على نسيانه الكثيرون.
تجارة ضد المستعمر
يغيب التاريخ الدقيق لولادة أحمد بوكماخ، لكن كل ما كتب حوله يشير إلى ولادته في بداية العشرينات (يرجح في 1920)، إبان اشتعال حرب الريف. تربى إلى جانب والده الفقيه عبد السلام بوكماخ، بعد فقده لأمه في ربيعه الثامن. وفي كنف والده نشأ في ظروف صعبة مرت بها عائلته والبلاد على حد سواء. كان بوكماخ الأب صاحب متجر لبيع المواد الغذائية، وإلى جانبه جزء مخصص لبيع الكتب، استطاع بوكماخ الابن أن يتعلم حنكة التاجر وعشق المطالعة في آن واحد، قبل أن يلتحق بمدرسة الجامع الكبير بالسوق الداخلي بطنجة.
كتب عبد الصمد العشاب تلميذه ومؤرخ طنجة (توفي سنة 2012): “من حسن حظ سيدي أحمد، أنه كان له أب ليس فقيها فقط، ومحبا للعلم، ولكنه كان مرحا، يجيد النكتة وينشر حوله جوا من السرور أينما حل وارتحل”. كان والده، عبد السلام بوكماخ، فقيها، ليس بمعنى فقيه كتاب، بحسب العشاب، ولا بمعنى فقيه الوعظ والإرشاد في المساجد، ولكنه كان مثقفا بالطريقة القديمة وله دراية واتصال، بل ومعاشرة بالزوايا وبالتصوف..
تتمة الملف تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»